"""""" صفحة رقم ٢٦٢ """"""
الملك :( ١٢ ) إن الذين يخشون.....
قوله ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب ) لما فرغ سبحانه من ذكر أحوال أهل النار ذكر أهل الجنة وبالغيب حال من الفاعل أو المفعول أي غائبين عنه أو غائبا عنهم والمعنى أنهم يخشون عذابه ولم يروه فيؤمنون به خوفا من عذابه ويجوز ان يكون المعنى يخشون ربهم حال كونهم غائبين عن أعين الناس وذلك في خلواتهم أو المراد بالغيب كون العذاب غائبا عنهم لأنهم في الدنيا وهو إنما يكون يوم القيامة فتكون الباء على هذا سببية ( لهم مغفرة ) عظيمة يغفر الله بها ذنوبهم ( واجر كبير ) وهو الجنة ومثل هذه الآية قوله من خشي الرحمن بالغيب
الملك :( ١٣ ) وأسروا قولكم أو.....
ثم عاد سبحانه إلى خطاب الكفار فقال ( واسروا قولكم أو أجهروا به ) هذه الجملة مستأنفة مسوقة لبيان تساوي الإسرار والجهر بالنسبة إلى علم الله سبحانه والمعنى إن اخفيتم كلامكم أو جهرتم به في أمر رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم فكل ذلك يعلمه الله لا يخفى عليه منه خافية وجملة ( إنه عليم بذات الصدور ) تعليل للاستواء المذكور وذات الصدور هي مضمرات القلوب
الملك :( ١٤ ) ألا يعلم من.....
والاستفهام في قوله ( ألا يعلم من خلق ) للإنكار والمعنى ألا يعلم السر ومضمرات القلوب من خلق ذلك واوجده فالموصول عبارة عن الخالق ويجوز أن يكون عبارة عن المخلوق وفي يعلم ضمير يعود إلى الله أي ألا يعلم الله المخلوق الذي هو من جملة خلقه فإن الاسرار والجهر ومضمرات القلوب من جملة خلقه وجملة ( وهو اللطيف الخبير ) في محل نصب على الحال من فاعل يعلم أي الذي لطف علمه بما في القلوب الخبير بما تسره وتضمره من الأمور لا تخفى عليه من ذلك خافية
الملك :( ١٥ ) هو الذي جعل.....
ثم امتن سبحانه على عباده فقال ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا ) أي سهلة لينة تستقرون عليها ولم يجعلها خشنة بحيث يمتنع عليكم السكون فيها والمشي عليها والذلول في الأصل هو المنقاد الذي يذل لك ولا يستصعب عليك والمصدر الذل والفاء في قوله ( فامشوا في مناكبها ) لترتيب الأمر بالمشي على الجعل المذكور والأمر للإباحة قال مجاهد والكلبي ومقاتل مناكبها طرقها واطرافها وجوانبها وقال قتادة وشهر بن حوشب مناكبها جبالها واصل المنكب الجانب ومنه منكب الرجل ومنه الريح النكباء لأنها تأتي من جانب دون جانب ( وكلوا من رزقه ) أي مما رزقكم وخلقه لكم في الأرض ( وإليه النشور ) أي وإليه البعث من قبوركم لا إلى غيره وفي هذا وعيد شديد
الملك :( ١٦ ) أأمنتم من في.....
ثم خوف سبحانه الكفار فقال ( ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) قال الواحدي قال المفسرون يعني عقوبة من في السماء وقيل من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه وملائكته وقيل من في السماء من الملائكة وقيل المراد جبريل ومعنى ( أن يخسف بكم الأرض ) يقلعها ملتبسة بكم كما فعل بقارون بعد ما جعلها لكم ذلولا تمشون في مناكبها وقوله ( أن يخسف ) بدل اشتمال من الموصول أي ءأمنتم خسفه أو على حذف من اي من أن يخسف ( فإذا هي تمور ) أي تضطرب وتتحرك على خلاف ما كانت عليه من السكون قرأ الجمهور ءأمنتم بهمزتين وقرأ البصريون والكوفيون بالتخفيف وقرا أبن كثير بقلب الأولى واوا
الملك :( ١٧ ) أم أمنتم من.....
ثم كرر سبحانه التهديد لهم بوجه آخر فقال ( أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ) أي حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط واصحاب الفيل وقيل سحاب فيها حجارة


الصفحة التالية
Icon