"""""" صفحة رقم ٢٦٩ """"""
الإسلام قال الحسن يقول لهم من دخل منكم في دين محمد لا أنفعه بشيء أبدا ) معتد أثيم ( أي متجاوز الحد في الظلم كثير الإثم
القلم :( ١٣ ) عتل بعد ذلك.....
( عتل ) قال الواحدي والمفسرون يقولون هو الشديد الخلق الفاحش الخلق وقال الفراء هو الشديد الخصومة في الباطل وقال الزجاج هو الغليظ الجافي وقال الليث هو الأكول المنوع يقال عتلت الرجل أعتله إذا جذبته جذبا عنيفا ومنه قول الشاعر نقرعه قرعا ولسنا نعتله
( بعد ذلك زنيم ) أي هو بعد ما عد من معايبه زنيم والزنيم هو الدعى الملصق بالقوم وليس هو منهم مأخوذ من الزنمة المتدلية في حلق الشاة أو الماعز ومنه قول حسان
زنيم تداعاه الرجال زيادة
كما زيد في عرض الأديم الأكارع
وقال سعيد بن جبير الزنيم المعروف بالشر وقيل هو رجل من قريش كان له زنمة كزنمة الشاة وقيل هو المظلوم
القلم :( ١٤ ) أن كان ذا.....
) أن كان ذا مال وبنين ( متعلق بقوله لا تطع أي لا تطع من هذه مثالبه لكونه ذا مال وبنين قال الفراء والزجاج أي لأن كان والمعنى لا تطعه لماله وبنيه قرأ ابن عامر وأبو جعفر والمغيرة وأبو حيوة أن كان بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام وقرأ حمزة وأبو بكر والمفضل أأن كان بهمزتين مخففتين وقرأ الباقون بهمزة واحدة على الخبر وعلى قراءة الاستفهام يكون المراد به التوبيخ والتقريع حيث جعل مجازاة النعم التي خوله الله من المال والبنين أن كفر به وبرسوله وقرأ نافع في رواية عنه بكسر الهمزة على الشرط
القلم :( ١٥ ) إذا تتلى عليه.....
وجملة ) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ( مستأنفة جارية مجرى التعليل للنهي وقد تقدم معنى أساطير الأولين في غير موضع
القلم :( ١٦ ) سنسمه على الخرطوم
) سنسمه على الخرطوم ( أي سنسمه بالكي على خرطومه قال أبو عبيدة وأبو زيد والمبرد الخرطوم الأنف قال مقاتل سنسمه بالسواد على الأنف وذلك أنه يسود وجهه قبل دخول النار قال الفراء والخرطوم وإن كان قد خص بالسمة فإنه في مذهب الوجه لأن بعض الوجه يؤدى عن بعض قال الزجاج سيجعل له في الآخرة العلم الذي يعرف به أهل النار من اسوداد وجوههم وقال قتادة سنلحق به شيئا لا يفارقه واختار هذا ابن قتيبة قال والعرب تقول قد وسمه ميسم سوء يريدون ألصق به عارا لا يفارقه فالمعنى أن الله ألحق به عارا لا يفارقه كالوسم على الخرطوم وقيل معنى سنسمه سنحطمه بالسيف وقال النضر بن شميل المعنى سنحده على شرب الخمر وقد يسمى الخمر بالخرطوم ومنه قول الشاعر تظل يومك في لهو وفي طرب
وأنت بالليل شراب الخراطيم
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات والخطيب في تاريخه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال إن أول شيء خلقه الله القلم فقال له اكتب فقال يا رب وما أكتب قال اكتب القدر فجرى من ذلك اليوم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ثم طوى الكتاب ورفع القلم وكان عرشه على الماء فارتفع بخار الماء ففتقت منه السموات ثم خلق النون فبسطت الأرض عليه والأرض على ظهر النون فاضطرب النون فمادت الأرض فأثبتت الجبال فإن الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة ثم قرأ ابن عباس ) ن والقلم وما يسطرون ( وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن مردويه عن عبادة بن الصامت سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد وأخرج ابن جرير من حديث معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعا نحوه وأخرج ابن


الصفحة التالية
Icon