"""""" صفحة رقم ٢٧٧ """"""
وقيل إن المكظوم المأخوذ بكظمه وهو مجرى النفس قاله المبرد وقيل هو المحبوس والأول أولى ومنه قول ذي الرمة وأنت من حب مى مضمر حزنا
عانى الفؤاد قريح القلب مكظوم
القلم :( ٤٩ ) لولا أن تداركه.....
( لولا أن تدراكه نعمة من ربه ) أي لو لا أن تدارك صاحب الحوت نعمة من الله وهى توفيقه للتوبة فتاب الله عليه ( لنبذ بالعراء أي لألقى من بطن الحوت على وجه الأرض الخالية من النبات ( وهو مذموم ) أي يذم ويلام بالذنب الذي أذنبه ويطرد من الرحمة والجملة في محل نصب على الحال من ضمير نبذ قال الضحاك النعمة هنا النبوة وقال سعيد بن جبير عبادته التى سلفت وقال ابن زيد هي نداؤه بقوله لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين وقيل مذموم مبعد وقيل مذنب قرأ الجمهور تداركه على صيغة الماضي وقرأ الحسن وابن هرمز والأعمش بتشديد الدال والأصل تتداركه بتاءين مضارعا فأدغم وتكون هذه القراءة على حكاية الحال الماضية وقرأ أبي وابن مسعود وابن عباس تداركته بتاء التأنيث
القلم :( ٥٠ ) فاجتباه ربه فجعله.....
( فاجتباه ربه ) أي استخلصه واصطفاه واختاره للنبوة ( فجعله من الصالحين ) أي الكاملين في الصلاح وعصمه من الذنب وقيل رد إليه النبوة وشفعه في نفسه وفي قومه وأرسله إلى مائة ألف أو يزيدون كما تقدم
القلم :( ٥١ ) وإن يكاد الذين.....
( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم ) إن هي المخففة من الثقيلة قرأ الجمهور ليزلقونك بضم الياء من أزلقه أي أزل رجله يقال أزلقه عن موضعه إذا نحاه وقرأ نافع وأهل المدينة بفتحها من زلق عن موضعه إذا تنحى قال الهروى أي فيغتالونك بعيونهم فيزلقونك عن مقامك الذي أقامك الله فيه عداوة لك وقرأ ابن عباس وابن مسعود والأعمش ومجاهد وأبو وائل ليرهقونك أي يهلكونك وقال الكلبي يزلقونك أي يصرفونك عما أنت عليه من تبليغ الرسالة وكذا قال السدى وسعيد بن جبير وقال النضر بن شميل والأخفش يفتنونك وقال الحسن وابن كيسان ليقتلونك قال الزجاج في الآية مذهب أهل اللغة والتأويل أنهم من شدة إبغاضهم وعداوتهم يكادون ينظرهم نظر البغضاء أن يصرعوك وهذا مستعمل في الكلام يقول القائل نظر إلى نظرا يكاد يصرعنى ونظرا يكاد يأكلني قال ابن قتيبة ليس يريد الله أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه وإنما أراد أنهم ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء يكاد يسقطك كما قال الشاعر يتعارضون إذا التقوا في مجلس
نظرا يزيل مواطىء الأقدام
( لما سمعوا الذكر ) أي وقت سماعهم للقرآن لكراهتهم لذلك أشد كراهة ولما ظرفية منصوبة بيزلقونك وقيل هي حرف وجوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه أي لما سمعوا الذكر كادوا يزلقونك ( ويقولون إنه مجنون ) أي ينسبونه إلى الجنون إذا سمعوه يقرأ القرآن
القلم :( ٥٢ ) وما هو إلا.....
فرد الله عليهم بقوله ( وما هو إلا ذكر للعالمين ) والجملة مستأنفة أو في محل نصب على الحال من فاعل يقولون أي والحال أنه تذكير وبيان لجميع ما يحتاجون إليه أو شرف لهم كما قال سبحانه وإنه لذكر لك ولقومك وقيل الضمير لرسول الله ( ﷺ ) وإنه مذكر للعالمين أو شرف لهم
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج البخاري وغيره عن أبي سعيد قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقول يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا وهذا الحديث ثابت من طرق في الصحيحين وغيرهما وله ألفاظ في بعضها طول وهو


الصفحة التالية
Icon