"""""" صفحة رقم ٢٨٦ """"""
الحاقة :( ٤٠ ) إنه لقول رسول.....
لا احتاج إلى قسم لوضوح الحق في ذلك الأول أولى ( إنه لقول رسول كريم ) أي إن القرآن لتلاوة رسول كريم على أن المراد بالرسول محمد صلى الله عليه وإله وسلم أو إنه لقول يبلغه رسول كريم قال الحسن والكلبي ومقاتل يريد به جبريل دليله قوله ( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين ) وعلى كل حال فالقرآن ليس من قول محمد صلى الله عليه وإله وسلم ولا من قول جبريل عليه السلام بل هو قول الله فلا بد من تقدير التلاوة أو التبليغ
الحاقة :( ٤١ ) وما هو بقول.....
( وما هو بقول شاعر ) كما تزعمون لأنه ليس من اصناف الشعر ولا مشابه لها ( قليلا ما تؤمنون ) أي إيمانا قليلا تؤمنون وتصديقا يسيرا تصدقون وما زائدة
الحاقة :( ٤٢ ) ولا بقول كاهن.....
( ولا بقول كاهن ) كما تزعمون فإن الكهانة آمر آخر لا جامع بينها وبين هذا ( قليلا ما تذكرون ) أي تذكرا قليلا أو زمانا قليلا تتذكرون وما زائدة والقلة في الموضعين بمعنى النفي أي لا تؤمنون ولا تتذكرون أصلا
الحاقة :( ٤٣ ) تنزيل من رب.....
( تنزيل من رب العالمين ) قرأ الجمهور بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو تنزيل وقرا أبو السماك بالنصب على المصدرية بإضمار فعل أي نزل تنزيلا والمعنى إنه لقول رسول كريم وهو تنزيل من رب العالمين على لسانه
الحاقة :( ٤٤ ) ولو تقول علينا.....
( ولو تقول علينا بعض الأقاويل ) أي ولو تقول ذلك الرسول وهو محمد أو جبريل على ما تقدم والتقول تكلف القول والمعنى لو تكلف ذلك وجاء به من جهة نفسه وسمى الافتراء تقولا لأنه قول متكلف وكل كاذب يتكلف ما يكذب به قرأ الجمهور تقول مبنيا للفاعل وقرئ مبنيا للمفعول مع رفع بعض وقرأ أبن ذكوان ولو يقول على صيغة المضارع والأقاويل جمع أقوال والأقوال جمع قول
الحاقة :( ٤٥ ) لأخذنا منه باليمين
( لأخذنا منه باليمين ) أي بيده اليمين قال أبن جرير إن هذا الكلام خرج مخرج الإذلال على عادة الناس في الأخذ بيد من يعاقب وقال الفراء والمبرد والزجاج وأبن قتيبة لأخذنا منه باليمين أي بالقوة والقدرة قال أبن قتيبة وإنما أقام اليمين مقام القوة لأن قوة كل شيء في ميامنه ومن هذا قول الشاعر إذا ما راية نصبت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
وقول الآخر ولما رأيت الشمس أشرق نورها
تناولت منها حاجتي بيميني
الحاقة :( ٤٦ ) ثم لقطعنا منه.....
( ثم لقطعنا منه الوتين ) الوتين عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب وهو تصوير لإهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه قال الواحدي والمفسرون يقولون إنه نياط القلب انتهى ومن هذا قول الشاعر إذا بلغتني وحملت رحلى
عرابة فأشرقى بدم الوتين
الحاقة :( ٤٧ ) فما منكم من.....
( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) أي ليس منكم أحد يحجزنا عنه ويدفعنا منه فكيف يتكلف الكذب على الله لأجلكم مع علمه أنه لو تكلف ذلك لعاقبناه ولا تقدرون على الدفع عنه منه والحجز المنع ( وحاجزين ) صفة لأحد أو خبر لما الحجازية
الحاقة :( ٤٨ ) وإنه لتذكرة للمتقين
وإنه لتذكرة للمتقين أي إن القرآن لتذكرة لأهل التقوى لأنهم المنتفعون به
الحاقة :( ٤٩ ) وإنا لنعلم أن.....
(وإنا لنعمل أن منكم مكذبين ) أي أن بعضكم يكذب بالقرآن فنحن نجازيهم على ذلك وفي هذا وعيد شديد
الحاقة :( ٥٠ ) وإنه لحسرة على.....
( وإنه لحسرة على الكافرين ) أي وإن القرآن لحسرة وندامة على الكافرين يوم القيامة عند مشاهدتهم لثواب المؤمنين وقيل هي حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحديهم بأن يأتوا بسورة من مثله
الحاقة :( ٥١ ) وإنه لحق اليقين
( وإنه لحق اليقين ) أي وإن القرآن لكونه من عند الله حق فلا يحول حوله ريب ولا يتطرق إليه الشك
الحاقة :( ٥٢ ) فسبح باسم ربك.....
( فسبح باسم ربك العظيم ) أي نزهه عما لا يليق به وقيل فصل لربك والأول أولى
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج أبن جرير عن ابن عباس في قوله ( إني ظننت ) قال أيقنت واخرج سعيد بن منصور وأبن


الصفحة التالية
Icon