"""""" صفحة رقم ٣٠٤ """"""
يتلوه عليهم بلسانهم لا جرم صرعهم الله أذل مصرع وقتلهم أقبح مقتل ولعذاب الآخرة أشد لو كانوا يعلمون
الجن :( ٣ ) وأنه تعالى جد.....
( وأنه تعالى جد ربنا ) قرأه حمزة والكسائي وأبن عامر وحفص وعلقمة ويحيى بن وثاب والأعمش وخلف والسلمي ( وأنه تعالى ) بفتح أن وكذا قرؤوا فيما بعدها مما هو معطوف عليها وذلك أحد عشر موضعا إلى قوله ( وأنه لما قام عبد الله ) وقرأ الباقون بالكسر في هذه المواضع كلها إلا في قوله ( وإن المساجد لله ) فإنهم اتفقوا على الفتح أما من قرأ بالفتح في هذه المواضع فعلى العطف على محل الجار والمجرور في ( فآمنا به ) كأنه قيل فصدقناه وصدقنا أنه تعالى جد ربنا الخ وأما من قرأ بالكسر في هذه المواضع فعلى العطف على إنا سمعنا أي فقالوا إنا سمعنا قرآنا وقالوا أنه تعالى جد ربنا إلى آخره واختار أبو حاتم وأبو عبيد قراءة الكسر لأنه كله من كلام الجن ومما هو محكي عنهم بقوله فقالوا إنما سمعنا وقرأ أبو جعفر وشعبة بالفتح في ثلاثة مواضع وهي وأنه تعالى جد ربنا أنه كان يقول سفيهنا وانه كان رجال من الإنس قالا لأنه من الوحي وكسرا ما بقي لأنه من كلام الجن وقرأ الجمهور وانه لما قام عبد الله بالفتح لأنه معطوف على قوله أنه استمع وقرا نافع وأبن عامر وشيبة وزر بن حبيش وأبو بكر والمفضل عن عاصم بالكسر في هذا الموضع عطفا على فآمنا به بذلك التقرير السابق واتفقوا على الفتح في أنه استمع كما اتفقوا على الفتح في أن المساجد وفي وأن لو استقاموا واتفقوا على الكسر في فقالوا إنا سمعنا و قل إنما أدعوا ربي وقل إن أدرى و قل إني لا أملك لكم والجد عند أهل اللغة العظمة والجلال يقال جد في عيني أي عظم فالمعنى ارتفع عظمة ربنا وجلاله وبه قال عكرمة ومجاهد وقال الحسن المراد تعالى غناه ومنه قيل للحظ جد ورجل مجدود أي محظوظ وفي الحديث ولا تنفع ذا الجد منك الجد قال أبو عبيد والخليل أي لا ينفع ذا الغنى منك الغنى أي إنما تنفعه الطاعة وقال القرطبي والضحاك جده آلاؤه ونعمة على خلقه وقال أبو عبيدة والأخفش ملكه وسلطانه وقال السدي أمره وقال سعيد بن جبير ( وأنه تعالى جد ربنا ) أي تعالى ربنا وقيل جده قدرته وقال محمد بن علي بن الحسين وأبنه جعفر الصادق والربيع بن انس ليس لله جد وإنما قالته الجن للجهالة قرأ الجمهور جد بفتح الجيم وقرأ عكرمة وأبو حيوة ومحمد بن السميفع بكسر الجيم وهو ضد الهزل وقرأ أبو الأشهب جدى ربنا أي جدواه ومنفعته وروى عن عكرمة أيضا أنه قرا بتنوين جد ورفع ربنا على انه بدل من جد ( ما أتخذ صاحبة ولا ولدا ) هذا بيان لتعالي جده سبحانه قال الزجاج تعالى جلال ربنا وعظمته عن أن يتخذ صاحبه أو ولدا وكأن الجن نبهوا بهذا على خطأ الكفار الذين ينسبون إلى الله الصاحبة والولد ونزهوا الله سبحانه عنهما
الجن :( ٤ ) وأنه كان يقول.....
( وإنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ) الضمير في أنه للحديث أو الأمر وسفيهنا يجوز أن يكون اسم كان ويقول الخبر ويجوز أن يكون سفيهنا فاعل يقول والجملة خبر كان وأسمها ضمير يرجع إلى الحديث أو الأمر ويجوز أن تكون كان زائدة ومرادهم بسيفهم عصاتهم ومشركوهم وقال مجاهد وأبن جريج وقتادة أرادو به إبليس والشطط الغلو في الكفر وقال أبو مالك الجور وقال الكلبي الكذب واصله البعد عن القصد ومجاوزه الحد ومنه قول الشاعر بأية حال حكموا فيك فاشتطوا
وما ذاك إلا حيث يمحك الوحط
الجن :( ٥ ) وأنا ظننا أن.....
( وإنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا ( أي إنا حسبنا أن الإنس والجن كانوا لا يكذبون على الله بأن له شريكا وصاحبه وولدا فلذلك صدقناهم في ذلك حتى سمعنا القرآن فعلمنا بطلان قولهم وبطلان ما كنا نظنه بهم من الصدق وانتصاب كذبا على أنه مصدر مؤكد ليقول لأن الكذب نوع من القول أو صفه


الصفحة التالية
Icon