"""""" صفحة رقم ٣١٣ """"""
كالحرس يستوى فيه الواحد والجمع والمؤنث والرصد للشيء الراقب له يقال رصده يرصده رصدا ورصدا والترصد الترقب والمرصد موضع الرصد
الجن :( ٢٨ ) ليعلم أن قد.....
( ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم ) اللام متعلق بيسلك والمراد به العلم لمتعلق بالإبلاغ الموجود بالفعل وأن هي المخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن والخبر الجملة والرسالات عبارة عن الغيب الذي أريد إظهاره لمن ارتضاه الله من رسول وضمير أبلغوا يعود إلى الرصد وقال قتادة ومقاتل ليعلم محمد أن الرسل قبله قد أبلغوا الرسالة كما أبلغ هو الرسالة وفيه حذف تتعلق به اللام أي أخبرناه بحفظنا الوحي ليعلم أن الرسل قبله كانوا على حالته من التبليغ وقيل ليعلم محمد أن جبريل ومن معه قد أبلغوا إليه رسالات ربه قاله سعيد بن جبير وقيل ليعلم الرسل أن الملائكة قد بلغوا رسالات ربهم وقيل ليعلم إبليس أن الرسل قد أبلغوا رسالات ربهم من غير تخليط وقال أبن قتيبة أي ليعلم الجن أن الرسل قد أبلغوا ما أنزل إليهم ولم يكونوا هم المبلغين باستراق السمع عليهم وقال مجاهد ليعلم من كذب الرسل ان الرسل قد ابلغوا رسالات ربهم قرا الجمهور ليعلم بفتح التحتية على البناء للفاعل وقرا ابن عباس ومجاهد وحميد ويعقوب وزيد بن علي بضمها على البناء للمفعول أي ليعلم الناس أن الرسل قد ابلغوا وقال الزجاج ليعلم الله أن رسله قد ابلغوا رسالاته أي ليعلم ذلك عن مشاهدة كما علمه غيبا وقرأ أبن أبي عبلة والزهري بضم الياء وكسر اللام ( واحاط لديهم ) أي بما عنده الرصد من الملائكة أو بما عند الرسل المبلغين لرسالاته والجملة في محل نصب على الحال من فاعل يسلك بإضمار قد أي والحال أنه تعالى قد أحاط بما لديهم من الأحوال قال سعيد بن جبير ليعلم أن ربهم قد احاط بما لديهم فبلغوا رسالاته ( وأحصى كل شيء عددا ) من جميع الأشياء التي كانت والتي ستكون وهو معطوف على أحاط وعددا يجوز أن يكون منتصبا على التمييز محولا من المفعول به أي وأحصى عدد كل شيء كما في قوله وفجرنا الأرض عيونا ويجوز أن يكون منصوبا على المصدرية أو في موضع الحال معدودا والمعنى أن علمه سبحانه بالأشياء ليس على وجه الإجمال بل على وجه التفصيل أي أحصى كل فرد من مخلوقاته على حدة
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج أبن جرير عن ابن عباس قال ( القاسطون ) العادلون عن الحق وأخرج أبن جرير عنه في قوله ( وألو استقاموا على الطريقة ) قال أقاموا ما أمروا به ( لاسقيناهم ماء غدقا ) قال معينا واخرج عبد بن حميد وأبن جرير عن السدي قال قال عمر ولو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه قال حيثما كان الماء كان المال وحيثما كان المال كانت الفتنة وأخرج أبن جرير عن ابن عباس ( لنفتنهم فيه ) قال نبتليهم به وفي قوله ( ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا ) قال شقة من العذاب يصعد فيها أخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم وصححه عنه في قوله ( يسلكه عذابا صعدا ) قال حبلا في جهنم أخرج ابن جرير عنه ايضا عذابا صعدا قال لا راحة فيه وأخرج أبن أبي حاتم عنه أيضا في قوله ( وأن المساجد لله ) قال لم يكن يوم نزلت هذه الاية في الأرض مسجدا إلا مسجد الحرام ومسجد إيلياء ببيت المقدس أخرج أبن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود قال خرج رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم قبل الهجره إلى نواحي مكة فخط لى خطا وقال لا تحدثن شيئا حتى آتيك ثم قال لا يهولنك شيئا تراه فتقدم شيئا ثم جلس فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط وكانوا كما قال الله تعالى كادوا يكونون عليه لبدا أخرج أبن جرير وأبن مردويه عن ابن عباس في الآية قال لما سمعوا النبي صلى الله عليه وإله وسلم يتلو القرآن كادوا يركبونه من الحرص لما سمعوه ودنوا منه فلم يعلم بهم حتى أتاه الرسول فجعل يقرئه قل أوحى إلى أنه