"""""" صفحة رقم ٣١٦ """"""
قال الواحدي قال المفسرون أو انقص من النصف قليلا إلى الثلث
المزمل :( ٤ ) أو زد عليه.....
أو زد على النصف إلى الثلثين جعل له سعة في مدة قيامه في الليل وخيره في هذه الساعات للقيام فكان النبي صلى الله عليه وإله وسلم وطائفة معه يقومون على هذه المقادير وشق ذلك عليهم فكان الرجل لا يدري كم صلى أو كم بقي من الليل فكان يقوم الليل كله حتى خفف الله عنهم وقيل الضميران في منه وعليه راجعان للأقل من النصف كأنه قال قم اقل من نصفه أو قم أنقص من ذلك الأقل أو أزيد منه قليلا وهو بعيد جدا والظاهر أن نصفه بدل من قليلا والضميران راجعان إلى النصف المبدل من قليلا واختلف في الناسخ لهذا الأمر فقيل هو قوله إن ربك يعلم إنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه إلى آخر السورة وقيل هو قوله علم أن لن تحصوه وقيل هو قوله علم أن سيكون منكم مرضى وقيل هو منسوخ بالصلوات الخمس وبهذا قال مقاتل والشافعي وأبن كيسان وقيل هو قوله فاقرؤوا ما تيسر منه وذهب الحسن وأبن سيرين إلى أن صلاة الليل فريضة على كل مسلم ولو قدر حلب شاة ( ورتل القرآن ترتيلا ) أي اقرأه على مهل مع تدبر قال الضحاك اقرأه حرفا حرفا قال الزجاج هو أن يبين جميع الحروف ويوفي حقها من الإشباع وأصل الترتيل التنضيد والتنسيق وحسن النظام وتأكيد الفعل بالمصدر يدل على المبالغة على وجه لا يلتبس فيه بعض الحروف وببعض ولا ينقص من النطق بالحرف من مخرجه المعلوم مع استيفاء حركته المعتبرة
المزمل :( ٥ ) إنا سنلقي عليك.....
( إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا ) أي سنوحي إليك القرآن وهو قول ثقيل قال قتادة ثقيل والله فرائضه وحدوده قال مجاهد حلاله وحرامه قال الحسن العمل به قال أبو العالية ثقيلا بالوعد والوعيد والحلال والحرام وقال محمد بن كعب ثقيل على المنافقين والكفار لما فيه من الاحتجاج عليهم والبيان لضلالهم وسب آلهتم وقال السدي ثقيل بمعنى كريم من قولهم فلان ثقيل على أي يكرم على قال الفراء ثقيلا دزينا ليس بالخفيف السفساف لأنه كلام ربنا وقال الحسين بن الفضل ثقيلا لا يحمله إلا قلب مؤيد بالتوفيق ونفس مزينة بالتوحيد وقيل صفة بكونه ثقيلا حقيقة لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وإله وسلم كان إذا أوحى إليه وهو على ناقته وضعت جرانها على الأرض فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه
المزمل :( ٦ ) إن ناشئة الليل.....
( إن ناشئة الليل ) أي ساعاته وأوقاته لأنها تنشأ أولا فأولا يقال نشأ الشيء ينشا إذا ابتدأ وأقبل شيئا بعد شيء فهو ناشيء وأنشأه الله فنشأ ومنه نشأت السحاب إذا بدأت فناشئة فاعله من نشأ ينشأ فهي ناشئة قال الزجاج ناشئة الليل كل ما نشأ منه أي حدث فهو ناشئة قال الواحدي قال المفسرون الليل كله ناشئة والمراد أن ساعات الليل الناشئة فاكتفى بالوصف عن الاسم الموصوف وقيل إن ناشئة الليل هي النفس التي تنشأ من مضجعها للعبادة أي تنهض من نشأ من مكانه أذا نهض وقيل الناشئة بالحبشية قيام الليل وقيل إنما يقال لقيام الليل ناشئة إذا كان بعد نوم قال أبن الأعرابي إذا نمت من أول الليل ثم قمت فتلك المنشأة والنشأة ومنه ناشئة الليل قيل وناشئة الليل هي ما بين المغرب والعشاء لأن معنى نشأ ابتدأ ومنه قول نصيب ولولا أن يقال صبا نصيب
لقلت بنفسي النشء الصغار
قال عكرمة وعطاء إن ناشئة الليل بدو الليل وقال مجاهد وغيره هي في الليل كله لأنه ينشأ بعد النهار واختار هذا مالك وقال ابن كيسان هي القيام من آخر الليل قال في الصحاح ناشئة الليل أول ساعاته وقال الحسن هي ما بعد العشاء الآخرة إلى الصبح ( هي أشد وطأ ) قرأ الجمهور وطأ بفتح الواو وسكون الطاء


الصفحة التالية
Icon