"""""" صفحة رقم ٣١٨ """"""
ووضع تبتيلا مكان تبتلا لرعاية الفواصل قال الواحدي والتبتل رفض الدنيا وما فيها والتماس ما عند الله
المزمل :( ٩ ) رب المشرق والمغرب.....
( رب المشرق والمغرب ) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وأبن عامر بجر رب على النعت لربك أو لبدل منه أو البيان له وقرأ الباقون برفعه على أنه مبتدأ وخبره ( لا إله إلا هو ) أو على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو رب المشرق وقرأ زيد بن علي بنصبه على المدح وقرأ الجمهور المشرق والمغرب مفردين وقرأ أبن مسعود وأبن عباس المشارق والمغارب على الجمع وقد قدمنا تفسير المشرق والمغرب والمشرقين والمغربين والمشارق والمغارب ( فاتخذه وكيلا ) أي إذا عرفت أنه المختص بالربوبية فاتخذه وكيلا أي قائما بأمورك وعول عليه في جميعها وقيل كفيلا بما وعدك من الجزاء والنصر
المزمل :( ١٠ ) واصبر على ما.....
( واصبر على ما يقولون ) من الأذى والسب والاستهزاء ولا تجزع من ذلك ( واهجرهم هجرا جميلا ) أي لا تتعرض لهم ولا تشتغل بمكافأتهم وقيل الهجر الجميل الذي لا جزع فيه وهذا كان قبل الأمر بالقتال
المزمل :( ١١ ) وذرني والمكذبين أولي.....
( وذرني والمكذبين أي دعني وإياهم ولا تهتم بهم فإنى أكفيك أمرهم وأنتقم لك منهم قيل نزلت في المطعمين يوم بدر وهم عشرة وقد تقدم ذكرهم وقال يحيى بن سلام هم بنو المغيرة وقال سعيد بن جبير أخبرت أنهم اثنا عشر ( أولي النعمة ) أي أرباب الغنى والسعة والترفة واللذة في الدنيا ( ومهلهم قليلا ) أي تمهيلا قليلا على أنه نعت لمصدر محذوف أو زمانا قليلا على أنه صفة لزمان محذوف والمعنى أمهلهم إلى انقضاء آجالهم وقيل إلى نزول عقوبة الدنيا بهم كيوم بدر وألأول أولى
المزمل :( ١٢ ) إن لدينا أنكالا.....
لقوله ( إن لدينا أنكالا ) وما بعده فإنه وعيد لهم بعذاب الآخرة والأنكال جمع نكل وهو القيد كذا اقل الحسن ومجاهد وغيرهما وقال الكلبي الأنكال الأغلال والأول أعرف في اللغة ومنه قول الحنساء أتوك فقطعت أنكالهم
وقد كن قبلك لا تقطع
وقال مقاتل هي أنواع العذاب الشديد وقال أبو عمران الجوني هي قيود لا تحل ( وجحيما ) أي نار مؤججة
المزمل :( ١٣ ) وطعاما ذا غصة.....
( وطعاما ذا غصة ) أي لا يسوغ في الحلق بل ينشب فيه فلا ينزل ولا يخرج قال مجاهد هو الزقوم وقال الزجاج هو الضريع كما قال ليس لهم طعام إلا من ضريع قال وهو شوك العوسج قال عكرمة هو شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج والغصة الشجا في الحلق وهو ما ينشب فيه من أعظم أو غيره وجمعها غصص ( وعذابا أليما ) أي ونوعا آخر من العذاب غير ما ذكر
المزمل :( ١٤ ) يوم ترجف الأرض.....
( يوم ترجف الأرض والجبال ) انتصاب الظرف إما بذرني أو بالأستقرار المتعلق به لدينا أو هو صفة لعذاب فيتعلق بمحذوف أي عذابا واقعا يوم ترجف أو متعلق بأليما قرأ الجمهور ترجف بفتح التاء وضم الجيم مبنيا للفاعل وقرأ زيد بن علي على البناء للمفعول مأخوذ من أرجفها والمعنى تتحرك وتضطرب بمن عليها والرجفة الزلزلة والرعد الشديد ( وكانت الجبال كثيبا مهيلا ) أي وتكون الجبال وإنما عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه والكثيب الرمل المجتمع والمهيل الذي يمر تحت الأرجل قال الواحدي أي رملا سائلا يقال لكل شيء أرسلته إرسلا من تراب أو طعام أهلته هيلا قال الضحاك والكلبي المهيل الذي إذا وطئته بالقدم زل من تحتها وإذا أخذت أسفله أنهال ومنه قول حسان عرفت ديار زينب بالكثيب
كحظ الوحي في الورق القشيب
المزمل :( ١٥ ) إنا أرسلنا إليكم.....
( إنا أرسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم ) الخطاب لأهل مكة أو لكفار العرب أو لجميع الكفار والرسول محمد صلى الله عليه وإله وسلم والمعنى يشهد عليكم يوم القيامة بأعمالكم ( كما أرسلنا إلى فرعون رسولا ) يعني