"""""" صفحة رقم ٣٣٣ """"""
لا يعرفون الذنوب
المدثر :( ٤٣ ) قالوا لم نك.....
ثم ذكر سبحانه ما أجاب به اهل النار عليهم فقال ( قالوا لم نك من المصلين ) أي من المؤمنين الذين يصلون لله في الدنيا
المدثر :( ٤٤ ) ولم نك نطعم.....
( ولم نك نطعم المسكين ) أي لم نتصدق على المساكين قيل وهذان محمولان على الصلاة الواجبة والصدقة الواجبة لأنه لا تعذيب على غير الواجب وفيه دليل على أن الكفار مخاطبون بالشرعيات
المدثر :( ٤٥ ) وكنا نخوض مع.....
( وكنا نخوض مع الخائضين ) أي نخالط أهل الباطل في باطلهم قال قتادة كلما غوى غاو غوينا معه وقال السدي كنا نكذب مع المكذبين وقال ابن زيد كنا نخوض مع الخائضين في أمر محمد ( ﷺ ) وهو قولهم كاذب مجنون ساحر شاعر
المدثر :( ٤٦ ) وكنا نكذب بيوم.....
( وكنا نكذب بيوم الدين ) أي بيوم الجزاء والحساب
المدثر :( ٤٧ ) حتى أتانا اليقين
( حتى أتانا اليقين ) وهو الموت كما في قوله واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
المدثر :( ٤٨ ) فما تنفعهم شفاعة.....
( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) أي شفاعة الملائكة والنبيين كما تنفع الصالحين
المدثر :( ٤٩ ) فما لهم عن.....
( فما لهم عن التذكرة معرضين ) التذكرة التذكير بمواعظ القرآن والفاء لترتيب إنكار إعراضهم عن التذكرة على ما قبله من موجبات الإقبال عليها وانتصاب معرضين على الحال من الضمير في متعلق الجار والمجرور أي شيء حصل لهم حال كونهم معرضين عن القرآن الذي هو مشتمل على التذكرة الكبرى والموعظة العظمى
المدثر :( ٥٠ ) كأنهم حمر مستنفرة
ثم شبههم في نفورهم عن القرآن بالحمر فقال ( كأنهم حمر مستنفرة ) والجملة حال من الضمير في معرصين على التداخل ومعنى مستنفرة نافرة يقال نفر واستنفر مثل عجب واستعجب والمراد الحمر الوحشية قرأ الجمهور مستنفرة بكسر الفاء أي نافرة وقرأ نافع وأبن عامر بفتحها أي منفرة مذعورة واختار القراءة الثانية أبو حاتم وأبو عبيد قال في الكشاف المستنفرة الشديدة النفار كأنها تطلب النفار من نفوسها في جمعها له وحملها عليه
المدثر :( ٥١ ) فرت من قسورة
( فرت من قسورة ) أي من رماة يرمونها والقسور الرامي وجمعة قسورة قاله سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة وابن كيسان وقيل هو الأسد قاله عطاء والكلبي قال أبن عرفة من القسر بمعنى القهر لأنه يقهر السباع وقيل القسورة أصوات الناس وقيل القسورة بلسان العرب الأسد وبلسان الحبشة الرماة وقال أبن الأعرابي القسورة أول الليل أي فرت من ظلمة الليل وبه قال عكرمة والأول أولى وكل شديد عند العرب فهو قسورة ومنه قول الشاعر يابنت كوني خيرة لخيره
أخوالها الحي وأهل القسورة
ومنه قول لبيد إذا ما هتفنا هتفة في ندينا
أتانا الرجال العابدون القساورة
ومن إطلاقه على الأسد قول الشاعر مضمر تحذره الإبطال
كأنه القسور الرهال
المدثر :( ٥٢ ) بل يريد كل.....
( بل يريد كل امرئ منهم أن يوتى صحفا منشرة ) عطف على مقدر يقتضيه المقام كأنه قيل لا يكتفون بتلك التذكرة بل يريد قال المفسرون إن كفار قريش قالوا لمحمد ( ﷺ ) ليصبح عند رأس كل رجل منا كتاب منشور من الله أنك رسول الله والصحف الكتب واحدتها صحيفة والمنشره المنشوره والمنتشره المفتوحه ومثل هذه الآية قوله سبحانه حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قرأ الجمهور منتشرة بالتشديد وقرا سعيد بن جبير بالتخفيف وقرأ الجمهور أيضا بضم الحاء من صحف وقرأ سعيد بن جبير بإسكانها
المدثر :( ٥٣ ) كلا بل لا.....
ثم ردعهم الله سبحانه عن هذه المقالة وزجرهم فقال ( كلا بل لا يخافون الآخرة ) يعني عذاب الآخرة لأنهم لو خافوا النار لما اقترحوا الآيات وقيل كلا بمعنى حقا
المدثر :( ٥٤ ) كلا إنه تذكرة
ثم كرر الردع والزجر لهم فقال ٠ كلا إنه تذكرة ) يعني القرآن أو حقا إنه تذكرة والمعنى أنه يتذكر به ويتعظ بمواعظه
المدثر :( ٥٥ ) فمن شاء ذكره
( فمن شاء ذكره ) أي فمن شاء أن يتعظ به اتعظ
المدثر :( ٥٦ ) وما يذكرون إلا.....
ثم رد سبحانه المشيئة


الصفحة التالية
Icon