"""""" صفحة رقم ٣٦٤ """"""
والثاني بالتحتية قال الضحاك أيضا ( كلا سيعلمون ) يعني الكافرين عاقبة تكذيبهم ( ثم كلا سيعلمون ) يعني المؤمنين عاقبة تصديقهم وقيل بالعكس وقيل هو وعيد بعده وعيد وقيل المعنى ( كلا سيعلمون ) عند النزع ( ثم كلا سيعلمون ) عند البعث
النبأ :( ٦ ) ألم نجعل الأرض.....
ثم ذكر سبحانه بديع صنعه وعظيم قدرته ليعرفوا توحيده ويؤمنوا بما جاء به رسوله فقال ( ألم نجعل الأرض مهادا
النبأ :( ٧ ) والجبال أوتادا
(والجبال أوتادا ) أي قدرتنا على هذه الأمور المذكورة أعظم من قدرتنا على الإعادة بالبعث والمهاد الوطأة والفراش كنا في قوله الذي جعل لكم الأرض فراشا قرأ الجمهور مهادا وقرأ مجاهد وعيسى وبعض الكوفيون مهدا والمعنى أنها كالمهد للصبي وهو ما يمهد له فينوم عليه والأوتاد جمع وتد أي جعلنا الجبال أوتادا للأرض لتسكن ولا تتحرك كما يرسي الخيام بالأوتاد وفي هذا دليل على أن التساؤل الكائن بينهم هو أمر البعث لا عن القرآن ولا عن نبوة محمد ( ﷺ ) كما قيل لأن هذا الدليل إنما يصلح للاستدلال به على البعث
النبأ :( ٨ ) وخلقناكم أزواجا
( وخلقناكم أزواجا ) معطوف على المضارع المنفي داخل في حكمه فهو في قوة أما خلقناكم والمراد بالأزواج هنا الأصناف أي الذكور والإناث وقيل المراد بالأزواج الألوان وقيل يدخل في هذا كل زوج من المخلوقات من قبيح وحسن وطويل وقصير
النبأ :( ٩ ) وجعلنا نومكم سباتا
( وجعلنا نومكم سباتا ) أي راحة لأبدانكم قال الزجاج السبات أن ينقطع عن الحركة والروح في بدنه أي جعلنا نومكم راحة لكم قال أبن الأنباري جعلنا نومكم قطعا لأعمالكم لأن اصل السبت القطع وقيل أصله التمدد يقال سبتت المرأة شعرها إذا حلته وأرسلته ورجل مسبوت الخلق أي ممدوده والرجل إذا اراد أن يستريح تمدد فسمى النوم سباتا وقيل المعنى وجعلنا نومكم موتا والنوم أحد الموتتين فالمسبوت يشبه الميت ولكنه لم تفارقه الروح ومنه قول الشاعر ومطوية الأقراب أما نهارها
فسبت وأما ليلها فذميل
ومن هذا قوله الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها الآية وقوله وهو الذي يتوفاكم بالليل
النبأ :( ١٠ ) وجعلنا الليل لباسا
( وجعلنا الليل لباسا ) أي نلبسكم ظلمته ونغشيكم بها كما يغشيكم اللباس وقال سعيد بن جبير والسدي أي سكنا لكم وقيل المراد به ما يستره عند النوم من اللحاف ونحوه وهو بعيد لأن الجعل وقع على الليل لا على ما يستتر به النائم عند نومه
النبأ :( ١١ ) وجعلنا النهار معاشا
( وجعلنا النهار معاشا ) أي وقت معاش والمعاش العيش وكل شيء يعاش به فهو معاش والمعنى أن الله جعل لهم النهار مضيئا ليسعوا فيما يقوم به معاشهم وما قسمه الله لهم من الرزق
النبأ :( ١٢ ) وبنينا فوقكم سبعا.....
( وبنينا فوقكم سبعا شدادا ) يريد سبع سموات قوية الخلق محكمة البناء ولهذا وصفها بالشدة وغلظ كل واحدة منها مسيرة خمسمائة عام كما ورد ذلك ( وجعلنا سراجا وهاجا ) المراد به الشمس وجعل هنا بمعنى خلق وهكذا قوله
النبأ :( ١٣ ) وجعلنا سراجا وهاجا
( وجعلنا نومكم سباتا ) وما بعده لأن هذه الأفعال قد تعدت إلى مفعولين فلا بد من تضمينها معنى فعل يتعدى إليهما كالخلق والتصيير ونحو ذلك وقيل ان الجعل بمعنى الإنشاء والإبداع في جميع هذه المواضع والمراد به الإنشاء التكويني الذي بمعنى التقدير والتسوية قال الزجاج الوهاج الوقاد وهو الذي وهج يقال وهجت النار تهيج وهجا ووهجانا قال مقاتل جعل فيه نورا حرا والوهج يجمع النور والحرارة
النبأ :( ١٤ ) وأنزلنا من المعصرات.....
( وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ) المعصرات هي السحاب التي ينعصر بالماء ولم تمطر بعد كالمرأة المعتصرة التي قددنا حيضها كذا قال سفيان والربيع وأبو العالية والضحاك وقال مجاهد ومقاتل وقتادة والكلبي هي الرياح والرياح تسمى معصرات يقال أعصرت الريح تعصر إعصارا إذا أثارت العجاج قال الأزهري هي الرياح ذوات الأعاصير


الصفحة التالية
Icon