"""""" صفحة رقم ٣٦٧ """"""
جوزوا جزاء وافق أعمالهم قال الفراء الوفاق جمع الوفق والوفق والموافق واحد قال مقاتل وافق العذاب الذنب فلا ذنب أعظم من الشرك ولا عذاب أعظم من النار وقال الحسن وعكرمة كانت أعمالهم سيئة فأتاهم الله بما يسوؤهم
النبأ :( ٢٧ ) إنهم كانوا لا.....
( إنهم كانوا لا يرجون حسابا ) أي لا يرجون ثواب حساب قال الزجاج كانوا لا يؤمنون بالبعث فيرجون حسابهم والجملة تعليل لاستحقاقهم الجزاء المذكور
النبأ :( ٢٨ ) وكذبوا بآياتنا كذابا
( وكذبوا بآياتنا كذابا ) أي كذبوا بالآيات القرآنية أو كذبوا بما هو أعم منها تكذيبا شديدا وفعال من مصادر التفعل قال الفراء هي لغة فصيحة يمانية تقول كذبت كذابا وخرقت القميص خراقا قال في الصحاح وكذبوا بآياتنا كذابا هو أحد مصادر المشدد لأن مصدره قد يجيء على تفعيل مثل التكليم وعلى فعال مثل كذاب وعلى تفعله مثل توصية وعلى مفعل مثل ومزقناهم كل ممزق قرأ الجمهور كذابا بالتشديد وقرأ علي بن أبي طالب بالتخفيف وقال أبو علي الفارسي التخفيف والتشديد جميعا مصدر المكاذبة وقرأ أبن عمر كذابا بضم الكاف والتشديد جمع كاذب قال أبو حاتم ونصبه على الحال قال الزمخشري وقد يكون يعني على هذه القراءة بمعنى الواحد البليغ في الكذب تقول رجل كذاب كقولك حسان وبخال
النبأ :( ٢٩ ) وكل شيء أحصيناه.....
( وكل شيء أحصيناه كتابا ) قرأ الجمهور وكل بالنصب على الأشتغال أي واحصينا كل شيء أحصيناه وقرأ أبو السماك برفعه على الابتداء وما بعده خبره وهذه الجملة معترضة بين السبب والمسبب وانتصاب كتابا على المصدرية لأحصيناه لأن أحصيناه في معنى كتبناه وقيل هو منتصب على الحال أي مكتوبا قيل المراد كتبناه في اللوح المحفوظ لتعرفه الملائكة وقيل اراد ما كتبه الحفظة على العباد من أعمالهم وقيل المراد به العلم لأن ما كتب كان ابعد من النسيان والأول أولى لقوله وكل شيء أحصيناه في امام مبين
النبأ :( ٣٠ ) فذوقوا فلن نزيدكم.....
( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) هذه الجملة مسببة عن كفرهم وتكذيبهم بالآيات قال الرازي هذه الفاء للجزاء فنبه على أن الأمر بالذوق معلل بما تقدم شرحه من قبائح أفعالهم ومن الزيادة في عذابهم أنها كلما نضجت جلودهم بدلهم جلودا غيرها وكلما خبت النار زادهم الله سعيرا
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد اخرج أبن مردويه عن ابن عباس ( عن النبأ العظيم ) قال القرآن وهذا مروى عن جماعة من التابعين واخرج ابن جرير وابن المنذر وأبن أبي حاتم عنه في قوله ٠ وجعلنا سراجا وهاجا ) قال مضيئا ( وأنزلنا من المعصرات ) قال السحاب ( ماء ثجاجا ) قال منصبا واخرج عبد بن حميد وأبو يعلي وأبن جرير وأبن المنذر عنه ايضا ( ثجاجا ) قال منصبا وأخرج الشافعي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبن المنذر وأبن مردويه عن أبن مسعود في قوله ٠ وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ) قال يبعث الله الريح فتحمل الماء فيمر به السحاب فتدر كما تدر اللقحة والثجاج ينزل من السماء أمثال الغزالي فتصرفه الرياح فينزل متفرقا وأخرج أبن جرير وأبن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال في قراءة أبن عباس ( وأنزلنا من المعصرات ) بالرياح وأخرج أبن المنذر وأبن أبي حاتم عنه في قوله ( وجنات ألفافا ) قال ملتفة واخرج أبن جرير عنه أيضا في الآية قال يقول التفت بعضها ببعض وأخرج ابن المنذر عنه أيضا في قوله ( وسيرت الجبال فكانت سرابا ) قال سراب الشمس الآل واخرج أبن أبي حاتم عنه أيضا ( لابثين فيها أحقابا ) قال سنين واخرج عبد الرزاق والفريابي وهناد وعبد بن حميد وأبن جرير وأبن المنذر عن سالم بن أبي الجعد قال سأل علي بن أبي طالب هلال الهجري ما تجدون الحقب في كتاب الله قال نجده ثمانين سنة كل سنة منها اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة واخرج سعيد بن منصور والحاكم وصححه عن ابن مسعود في الاية قال الحقب الواحد ثمانون سنة