"""""" صفحة رقم ٣٨٢ """"""
سورة عبس ( ١ ٤٢
عبس :( ١ ) عبس وتولى
قوله ) عبس وتولى ( أي كلح بوجهه وأعرض وقرىء عبس بالتشديد
عبس :( ٢ ) أن جاءه الأعمى
) أن جاءه الأعمى ( مفعول لأجله أي لأن جاءه الأعمى والعامل فيه إما عبس أو تولى على الاختلاف بين البصريين والكوفيين في التنازع هل المختار إعمال الأول أو الثاني وقد أجمع المفسرون على أن سبب نزول الآية أن قوما من أشراف قريش كانوا عند النبي ( ﷺ ) وقد طمع في إسلامهم فأقبل عبد الله بن أم مكتوم فكره رسول الله ( ﷺ ) أن يقطع عليه ابن أم مكتوم كلامه فأعرض عنه فنزلت وسيأتى في آخر البحث بيان هذا إن شاء الله
عبس :( ٣ ) وما يدريك لعله.....
) وما يدريك لعله يزكى ( التفت سبحانه إلى خطاب نبيه ( ﷺ ) لأن المشافهة أدخل في العتاب أي أي شيء يجعلك داريا بحاله حتى تعرض عنه وجملة ) لعله يزكى ( مستأنفة لبيان أن له شأنا ينافى الإعراض عنه أي لعله يتطهر بالذنوب بالعمل الصالح بسبب ما يتعلمه منك فالضمير في لعله راجع إلى الأعمى وقيل هو راجع إلى الكافر أي وما يدريك أن ما طمعت فيه ممن اشتغلت بالكلام معه عن الأعمى أنه يزكى أو يذكر والأول أولى وكلمة الترجي باعتبار من وجه إليه الخطاب للتنبيه على أن الإعراض عنه مع كونه مرجو التزكي مما لا يجوز قرأ الجمهور ) أن جاءه الأعمى ( على الخبر بدون استفهام ووجهه ما تقدم وقرأ الحسن آن جاءه بالمد على الاستفهام فهو على هذه القراءة متعلق بفعل محذوف دل عليه عبس وتولى والتقدير آن جاءه الأعمى تولى وأعرض ومثل هذه الآية قوله في سورة الأنعام ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي وكذلك قوله في سورة الكهف ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا
عبس :( ٤ ) أو يذكر فتنفعه.....
وقوله ( أو يذكر ) عطف على يزكى داخل معه في حكم الترجي أي أو يتذكر فيتعظ بما تعلمه من المواعظ ( فتنفعه الذكرى ) أي الموعظة قرأ الجمهور فتنفعه بالرفع وقرأ عاصم ابن أبي إسحاق وعيسى والسلمي وزر بن حبيش بالنصب على جواب الترجي
عبس :( ٥ ) أما من استغنى
( أما من استغنى ) أي كان ذا ثروة وغنى أو استغنى عن الإيمان وعما عندك من العلم
عبس :( ٦ ) فأنت له تصدى
( فأنت له تصدى أي تصغي


الصفحة التالية
Icon