"""""" صفحة رقم ٣٨٨ """"""
سورة التكوير
( ١ ٢٩
التكوير :( ١ ) إذا الشمس كورت
قوله ) إذا الشمس كورت ( ارتفاع الشمس بفعل محذوف يفسره ما بعده على الاشتغال وهذا عند البصريين وأما عند الكوفيين والأخفش فهو مرتفع على الابتداء والتكوير الجمع وهو مأخوذ من كار العمامة على رأسه يكورها قال الزجاج لفت كما تلف العمامة يقال كورت العمامة على رأسي أكورها كورا وكورتها تكويرا إذا لففتها قال أبو عبيدة كورت مثل تكوير العمامة تلف فتجمع قال الربيع بن خثيم كورت أي رمى بها ومنه كورته فتكور أي سقط وقال مقاتل وقتادة والكلبي ذهب ضوؤها وقال مجاهد اضمحلت قال الواحدي قال المفسرون تجمع الشمس بعضها إلى بعض ثم تلف فيرمى بها فالحاصل أن التكوير إما بمعنى لف جرمها أو لف ضوئها أو الرمى بها
التكوير :( ٢ ) وإذا النجوم انكدرت
) وإذا النجوم انكدرت ( أي تهافتت وانقضت وتناكرت يقال انكدر الطائر من الهواء إذا انقض والأصل في الانكدار الانصباب قال الخليل يقال انكدر عليهم القوم إذا جاؤوا إرسالا فانصبوا عليهم قال أبو عبيدة انصبت كما ينصب العقاب قال الكلبي وعطاء تمطر السماء يومئذ نجوما فلا يبقى نجم في السماء إلا وقع على الأرض وقيل انكدارها طمس نورها
التكوير :( ٣ ) وإذا الجبال سيرت
) وإذا الجبال سيرت ( أي قلعت عن الأرض وسيرت في الهواء ومنه قوله ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة
التكوير :( ٤ ) وإذا العشار عطلت
) وإذا العشار عطلت ( العشار النوق الحوامل التي في بطونها أولادها الواحدة عشراء وهي التي قد أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وخص العشار لأنها أنفس مال عند العرب وأعزه عندهم ومعنى عطلت تركت هملا بلا راع وذلك لما شاهدوا من الهول العظيم قيل وهذا على وجه المثل لأن يوم القيامة لا تكون فيه ناقة عشراء بل المراد أنه لو كان للرجل ناقة عشراء في ذلك اليوم أو نوق عشار لتركها ولم يلتفت إليها اشتغالا بما هو فيه من هول يوم القيامة وسيأتى آخر البحث إن شاء الله ما يفيد أن هذا في الدنيا وقيل العشار السحاب فإن العرب تشبهها بالحامل ومنه قوله والحاملات وقرا وتعطيلها عدم إمطارها قرأ الجمهور عطلت بالتشديد وقرأ ابن كثير في رواية عنه بالتخفيف وقيل المراد أن الديار تعطل فلا تسكن وقيل الأرض التي تعشر زرعها فلا تزرع
التكوير :( ٥ ) وإذا الوحوش حشرت
) وإذا الوحوش حشرت ( الوحوش ما توحش من دواب البر ومعنى حشرت بعثت حتى يقتص بعضها من بعض فيقتص للجماء من القرناء وقيل حشرها موتها وقيل إنها مع نفرتها اليوم من الناس وتبددها في الصحاري تضم ذلك اليوم إليهم قرا الجمهور حشرت بالتخفيف وقرأ الحسن وعمرو بن ميمون بالتشديد
التكوير :( ٦ ) وإذا البحار سجرت
) وإذا البحار سجرت ( أي أوقدت فصارت نارا تضطرم وقال الفراء ملئت