"""""" صفحة رقم ٣٩٠ """"""
أي قربت إلى المتقين وأدنيت منهم قال الحسن إنهم يقربون منها لا أنها تزول عن موضعها وقال ابن زيد معنى أزلفت تزينت والأول أولى لان الزلفى في كلام العرب القرب قيل هذه الأمور الاثنا عشر ست منها في الدنيا وهي من أول السورة إلى قوله ) وإذا البحار سجرت ( وست في الآخرة وهي ) وإذا النفوس زوجت ( إلى هنا
التكوير :( ١٤ ) علمت نفس ما.....
وجواب الجميع قوله ) علمت نفس ما أحضرت ( على أن المراد الزمان الممتد من الدنيا إلى الآخرة لكن لا بمعنى أنها تعلم ما تعلم في كل جزء من أجزاء هذا الوقت الممتد بل المراد علمت ما أحضرته عند نشر الصحف يعنى ما عملت من خير أو شر ومعنى ما أحضرت ما أحضرت من أعمالها والمراد حضور صحائف الأعمال أو حضور الأعمال نفسها كما ورد أن الأعمال تصور بصور تدل عليها وتعرف بها وتنكير نفس المفيد لثبوت العلم المذكور لفرد من النفوس أو لبعض منها للإيذان بأن ثبوته لجميع أفرادها من الظهور والوضوح بحيث لا يخفى على أحد ويدل على هذا قوله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وقيل يجوز أن يكون ذلك للإشعار بأنه إذا علمت حينئذ نفس من النفوس ما أحضرت وجب على كل نفس إصلاح عملها مخافة أن تكون هي تلك التي علمت ما أحضرت فكيف وكل نفس تعلمه على طريقة قولك لمن تنصحه لعلك ستندم على ما فعلت وربما ندم الإنسن على فعله
التكوير :( ١٥ ) فلا أقسم بالخنس
) فلا أقسم بالخنس ( لا زائدة كما تقدم تحقيقه وتحقيق ما فيه من الأقوال في أول سورة القيامة أي فأقسم بالخنس وهي الكواكب وسميت الخنس من خنس إذا تأخر لأنها تخنس بالنهار فتخفى ولا ترى وهي زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد كما ذكره أهل التفسير ووجه تخصيصها بالذكر من بين سائر النجوم أنها تستقبل الشمس وتقطع المجرة وقال في الصحاح الخنس الكواكب كلها لأنها تخنس في المغيب أو لأنها تخفى نهارا أو يقال هي الكواكب السيارة منها دون الثابتة قال الفراء إنها الكواكب الخمسة المذكورة لأنها تخنس في مجراها وتكنس أي تستتر كما تكنس الظباء في المغار ويقال سميت خنسا لتأخرها لأنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم يقال خنس عنه يخنس خنوسا إذا تأخر وأخنسه غيره إذا خلفه ومضى عنه والخنس تأخر الانف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة
التكوير :( ١٦ ) الجوار الكنس
ومعنى ( الجوار ) أنها تجرى مع الشمس والقمر ومعنى ( الكنس ) أنها ترجع حتى تخفى تحت ضوء الشمس فخنوسها رجوعها وكنوسها اختفاؤها تحت ضوئها وقيل خنوسها خفاؤها بالنهار وكنوسها غروبها قال الحسن وقتادة هي النجوم التي تخنس بالنهار وإذا غربت والمعنى متقارب لأنها تتأخر في النهار عن البصر لخفائها فلا ترى وتظهر بالليل وتكنس في وقت غروبها وقيل المراد بها بقر الوحش لأنها تتصف بالخنس وبالجوار وبالكنس وقال عكرمة الخنس البقر والكنس الظباء فهي تخنس إذا رأت الإنسان وتنقبض وتتأخر وتدخل كناسها وقيل هي الملائكة والأول أولى لذكر الليل والصبح بعد هذا والكنس مأخوذ من الكناس الذي يختفى فيه الوحش والخنس جمع خانس وخانسة والكنس جمع كانس وكانسة
التكوير :( ١٧ ) والليل إذا عسعس
) والليل إذا عسعس ( قال أهل اللغة هو من الأضداد يقال عسعس الليل إذا أقبل وعسعس إذا أدبر ويدل على أن المراد هنا أدبر قوله ) والصبح إذا تنفس ( قال الفراء أجمع المفسرون على أن معنى عسعس أدبر كذا حكاه عنه الجوهري وقال الحسن أقبل بظلامه قال الفراء العرب تقول عسعس الليل إذا أقبل وعسعس الليل إذا أدبر وهذا لا ينافى ما تقدم عنه لأنه حكى عن المفسرين أنهم أجمعوا على حمل معناه في هذه الآية على