"""""" صفحة رقم ٤٠٠ """"""
فكتاب خبر مبتدأ محذوف التقدير هو كتاب ويكون هذا الكلام مفسرا لسجين ما هو كذا قال قال الضحاك مرقوم مختوم بلغة حمير وأصل الرقم الكتابة قال الشاعر سأرقم بالماء القراح إليكم
على بعدكم إن كان للماء راقم
المطففين :( ١٠ ) ويل يومئذ للمكذبين
( ويل يومئذ للمكذبين ) هذا متصل بقوله ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) وما بينهما اعتراض والمعنى ويل يوم القيامة لمن وقع منه التكذيب بالبعث وبما جاءت به الرسل
المطففين :( ١١ ) الذين يكذبون بيوم.....
ثم بين سبحانه هؤلاء المكذبين فقال ( الذين يكذبون بيوم الدين ) والموصول صفة للمكذبين أو بدل منه
المطففين :( ١٢ ) وما يكذب به.....
( وما يكذب به إلا كل معتد أثيم ) أي فاجر جائر متجاوز في الإثم منهمك في أسبابه
المطففين :( ١٣ ) إذا تتلى عليه.....
( إذا تتلى عليه آياتنا ) المنزلة على محمد ( ﷺ ) ( قال أساطير الأولين ) أي أحاديثهم وأباطيلهم التي زخرفوها قرأ الجمهور إذا تتلى بفوقيتين وقرأ أبو حيوة وأبو السماك والأشهب العقيل والسلمي بالتحتية
المطففين :( ١٤ ) كلا بل ران.....
وقوله ( كلا ) للردع والزجر للمعتدى الأثيم عن ذلك القول الباطع وتكذيب له وقوله ( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) بيان للسبب الذي حملهم على قولهم بأن القرآن أساطير الأولين قال أبو عبيدة ران على قلوبهم غلب عليها رينا وريونا وكل ما غلبك وعلاك فقد ران بك وران عليك قال الفراء هو أنها كثرت منهم المعاصي والذنوب فأحاطت بقلوبهم فذلك الرين عليها قال الحسن هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب قال مجاهد القلب مثل الكف ورفع كفه فإذا أذنب انقبض وضم أصبعه فإذا أذنب ذنبا آخر انقبض وضم أخرى حتى ضم أصابعه كلها حتى يطبع على قلبه قال وكانوا يرون أن ذلك هو الرين ثم قرأ هذه الآية قال أبو زيد يقال قدرين بالرجل رينا إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ولا قبل له به وقال أبو معاذ النحوي الرين أن يسود القلب من الذنوب والطبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرين والإقفال أشد من الطبع قال الزجاج الرين هو كالصدا يغشى القلب كالغيم الرقيق ومثله الغين
المطففين :( ١٥ ) كلا إنهم عن.....
ثم كرر سبحانه الردع والزجر فقال ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) وقيل كلا بمعنى حقا أي حقا إنهم يعنى الكفار عن ربهم يوم القيامة لا يرونه أبدا قال مقاتل يعنى أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إليه نظر المؤمنين إلى ربهم قال الحسين بن الفضل كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته قال الزجاج في هذه الآية دليل على أن الله عز وجل يرى في القيامة ولو لا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة وقال جل ثناؤه وجوه يومئذ ناضره إلى ربها ناظره فأعلم جل ثناؤه أن المؤمنين ينظرون وأعلم أن الكفار محجوبون عنه وقيل هو تمثيل لإهانتهم بإهانة من يحجب عن الدخول على الملوك وقال قتادة وابن أبي ملكية هو أن لا ينظر إليهم برحمته ولا يزكيهم وقال مجاهد محجوبون عن كرامته وكذا قال ابن كيسان
المطففين :( ١٦ ) ثم إنهم لصالوا.....
( ثم إنهم لصالوا الجحيم ) أي داخلوا النار وملازموها غير خارجين منها وثم لنراخي الرتبة لأن صلى الجحيم اشد من الإهانة وحرمان الكرامة
المطففين :( ١٧ ) ثم يقال هذا.....
( ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) أي تقول لهم خزنة جهنم تبكيتا وتوبيخا هذا الذي كنتم به تكذبون في الدنيا فانظروه وذوقوه
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله ( ﷺ ) ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر أن النبي ( ﷺ ) قال ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ) حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه وأخرج الطبراني وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عمر قال