"""""" صفحة رقم ٤٠٢ """"""
المطففين :( ١٨ ) كلا إن كتاب.....
قوله ( كلا ) للردع والزجر عما كانوا عليه والتكرير للتأكيد وجملة ( إن كتاب الأبرار لفي عليين ) مستأنفة لبيان ما تضمنته ويجوز أن يكون كلا بمعنى حقا والأبرار هم المطيعون وكتابهم صحائف حسناتهم قال الفراء عليين ارتفاع بعد ارتفاع لا غاية له ووجه هذا أنه منقول من جمع على من العلو قال الزجاج هو إعلاء الأمكنة قال الفراء والزجاج فأعرب كإعراب الجمع لأنه على لفظ الجمع ولا واحد له من لفظه نحو ثلاثين وعشرين وقنسرين قيل هو علم لديوان الخير الذي دون فيه ما عمله الصالحون وحكى الواحدى عن المفسرين أنه السماء السابعة قال الضحاك ومجاهد وقتادة يعني السماء السابعه فيها أرواح المؤمنين وقال الضحاك هو سدرة المنتهى ينتهي إليه كل شيء من أمر الله لا يعدوها وقيل هو الجنة وقال قتادة أيضا هو فوق السماء السابعة عند قائمة العرش اليمنى وقيل إن عليين صفة للملائكة فإنهم في الملأ الأعلى كما يقال فلان في بني فلان أي في جملتهم
المطففين :( ١٩ ) وما أدراك ما.....
( وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم ) أي وما أعلمك يا محمد أي شيء عليون على جهة التفخيم والتعظيم لعليين
المطففين :( ٢٠ ) كتاب مرقوم
ثم فسره فقال ( كتاب مرقوم ) أي مسطور والكلام في هذا كالكلام المتقدم في قوله ( وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم
المطففين :( ٢١ ) يشهده المقربون
وجملة ( يشهده المقربون ) صفة أخرى لكتاب والمعنى أن الملائكة يحضرون ذلك الكتاب المرقوم وقيل يشهدون بما فيه يوم القيامة قال وهب وابن إسحاق المقربون هنا إسرافيل فإذا عمل المؤمن عمل البر صعدت الملائكة بالصحيفة ولها نور يتلألأ في السموات كنور الشمس في الأرض حتى تنتهى بها إلى إسرافيل فيختم عليها
المطففين :( ٢٢ ) إن الأبرار لفي.....
ثم ذكر سبحانه حالهم في الجنة بعد ذكر كتابهم فقال ( إن الأبرار لفي نعيم ) أي إن أهل الطاعة لفي تنعم عظيم لا يقادر قدره
المطففين :( ٢٣ ) على الأرائك ينظرون
( على الأرائك ينظرون ) الأرائك الأسرة التى في الحجال وقد تقدم أنها لا تطلق الأريكة على السرير إلا إذا كان في حجلة قال الحسن ما كنا ندري ما الأرائك حتى قدم علينا رجل من اليمن فزعم أن الأريكة عندهم الحجلة إذا كان فيها سرير ومعنى ( ينظرون ) أنهم ينظرون إلى ما أعد الله لهم من الكرامات كذا قال عكرمة ومجاهد وغيرهما وقال مقاتل ينظرون إلى أهل النار وقيل ينظرون إلى وجهه وجلاله
المطففين :( ٢٤ ) تعرف في وجوههم.....
( تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) أي إذا رأيتهم عرفت أنهم من أهل النعمة لما تراه في وجوههم من النور والحسن والبياض والبهجة والرونق والخطاب لكل راء يصلح لذلك يقال أنضر النبات إذا أزهر ونور قال عطاء وذلك أن الله زاد في جمالهم وفي ألوانهم مالا يصفه واصف قرأ الجمهور تعرف بفتح الفوقية وكسر الراء ونصب نضره وقرأ أبو جعفر بن القعقاع ويعقوب وشيبة وطلحة وابن أبي إسحاق بضم الفوقية وفتح الراء على البناء للمفعول ورفع نضرة بالنيابة
المطففين :( ٢٥ ) يسقون من رحيق.....
( يسقون من رحيق مختوم ) قال أبو عبيدة والأخفش والمبرد والزجاج الرحيق من الخمر مالا غش فيه ولا شيء يفسده والمختوم الذي له ختام وقال الخليل الرحيق أجود الخمر وفي الصحاح الرحيق صفرة الخمر وقال مجاهد هو الخمر العتيقة البيضاء الصافية ومنه قول حسان يسقون من ورد البريص عليهم
بردى يصفق بالرحيق السلسل
قال مجاهد ( مختوم ) مطين كأنه ذهب إلى معنى الختم بالطين ويكون المعنى أنه ممنوع من أن تمسه يد إلى أن يفك ختمه للأبرار وقال سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي ختامه آخر طعمه
المطففين :( ٢٦ ) ختامه مسك وفي.....
وهو معنى قوله ( ختامه مسك ) أي آخر طعمه ريح المسك إذا رفع الشارب فاه من آخر شرابه وجد ريحه كريح المسك وقيل مختوم أوانيه من الأكواب والأباريق بمسك مكان الطين وكأنه تمثيل لكمال نفاسته وطيب رائحته والحاصل أن المختوم والختام


الصفحة التالية
Icon