"""""" صفحة رقم ٤٠٨ """"""
والظلام ولا وجه لهذا على أنه قد روى عن عكرمة أنه قال الشفق الذي يكون بين المغرب والعشاء وروى عن اسد بن عمر الرجوع
الإنشقاق :( ١٧ ) والليل وما وسق
( والليل وما وسق ) الوسق عند أهل اللغة ضم الشيء بعضه إلى بعض يقال استوسقت الإبل إذا اجتمعت وانضمت والراعي يسقها أي يجمعها قال الواحدي المفسرون يقولون وما جمع وضم وحوى ولف والمعنى أنه جمع وضم ما كان منتشرا بالنهار في تصرفه وذلك أن الليل إذا أقبل آوى كل شيء إلى مأواه ومنه قول ضابي بن الحرث البرجمي فإني وإياكم وسوقا إليكم
كقابض شيئا لم تنله أنامله
٤ وقال عكرمة ( وما وسق ) أي وما ساق من شيء إلى حيث يأوي فجعله من السوق لا من الجمع وقيل ( وما وسق ) أي وما جن وستر وقيل وما وسق أي وما حمل وكل شيء حملته فقد وسقته والعرب تقول لا احمله وما وسقت عيني الماء أي حملته ووسقت الناقة تسق وسقا أي حملت قال قتادة والضحاك ومقاتل بن وسليمان وما وسق وما حمل من الظلمة أو حمل من الكواكب قال القشيري ومعنى حمل ضم وجمع والليل يحمل بظلمته كل شيء وقال سعيد بن جبير وما وسق أي وما عمل فيه من التهجد والاستغفار بالأسحار والأول أولى
الإنشقاق :( ١٨ ) والقمر إذا اتسق
( والقمر إذا اتسق ) أي اجتمع وتكامل قال الفراء اتساقه امتلاؤه واجتماعه واستواؤه ليلة ثالث عشر ورابع عشر إلى ست عشرة وقد افتعل من الوسق الذي هو الجمع قال الحسن اتسق امتلأ واجتمع وقال قتادة استدار يقال وسقته فاتسق كما يقال وصلته فاتصل ويقال أمر فلان متسق أي مجتمع منتظم ويقال اتسق الشيء إذا تتابع
الإنشقاق :( ١٩ ) لتركبن طبقا عن.....
( لتركبن طبقا عن طبق ) هذا جواب القسم قرا جمزة والكسائي وأبن كثير وأبو عمرو لتركبن بفتح الموحدة على أنه خطاب للواحد وهو النبي ( ﷺ ) أو لكل من يصلح له وهي قراءة أبن مسعود وأبن عباس وابي العالية ومسروق وأبي وائل ومجاهد والنخعي والشعبي وسعيد بن جبير وقرا الباقون بضم الواحدة خطابا للجمع وهم الناس قال الشعبي ومجاهد لتركبن يا محمد سماء بعد سماء قال الكلبي يعني تصعد فيها وهذا على القراءة الأولى وقيل درجة بعد درجة ورتبه بعد رتبة في القرب من الله ورفعه المنزلة وقيل المعنى لتركبن حالا بعد حال كل حالة منها مطابقة لأختها في الشدة وقيل المعنى لتركبن أيها الإنسان حالا بعد حال من كونك نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم حيا وميتا وغنيا وفقيرا فالخطاب للإنسان المذكور في قوله يا ايها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا واختار أبو عبيد وابو حاتم القراءة الثانية قالا لأن المعنى بالناس أشبه منه بالنبي صلى الله عليه وغله وسلم وقرأ عمر ليركبن بالتحتية وضم الموحدة على الإخبار وروى عنه وعن أبن عباس أنهما قرأ بالغيبة وفتح الموحدة أي ليركبن الإنسان وروى عن ابن مسعود وأبن عباس أنهما قرأ بكسر حرف المضارعة وهي الغة وقرئ بفتح حرف المضارعة وكسر الموحدة على أنا خطاب للنفس وقيل إن معنى الآية ليركبن القمر أحوالا من سرار واستهلاك وهو بعيد قال مقاتل ( طبقا عن طبق ) يعني الموت والحياة وقال عكرمة رضيع ثم فطيم ثم غلام ثم شاب ثم شيخ ومحل عن طبق النصب على أنه صفة لطيفا أي لطبقا مجاوزا لطبق أو على الحال من ضمير لتركبن أي مجاورين أو مجاوزا
الإنشقاق :( ٢٠ ) فما لهم لا.....
( فما لهم لا يؤمنون ) الاستفهام للإنكار والفاء لترتيب ما بعدها من الإنكار والتعجيب على ما قبلها من أحوال يوم القيامة أو من غيرها على الاختلاف السابق والمعنى أي شيء للكفار لا يؤمنون بمحمد ( ﷺ ) وبما جاء به من القرآن مع وجود موجبات الإيمان بذلك
الإنشقاق :( ٢١ ) وإذا قرئ عليهم.....
( وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون ) هذه الجملة الشرطية وجوابها في محل نصب على الحال أي أي مانع لهم حال عدم سجودهم وخضوعهم عند قراءة القرآن قال الحسن وعطاء والكلبي ومقاتل ما لهم لا يصلون وقال أبو مسلم المراد الخضوع والإستكانه وقيل المراد نفس السجود