"""""" صفحة رقم ٤١٤ """"""
قال ويجوز أن يكون فعول بمعنى فاعل أي يكون محبا لهم قال وكلتا الصفتين مدح لأنه جل ذكره إن أحب عباده المطيعين فهو فضل منه وإن أحبه عباده العارفون فلما تقرر عندهم من كريم إحسانه
البروج :( ١٥ ) ذو العرش المجيد
قرأ الجمهور ( ذو العرش المجيد ) برفع المجيد على أنه نعت لذو واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم قالا لأن المجد هو النهاية في الكرم والفضل والله سبحانه هو المنعوت بذلك وقرأ الكوفيون إلا عاصما بالجر على أنه نعت للعرش وقد وصف سبحانه عرشه بالكرم كما في آخر سورة المؤمنون وقيل هو نعت لربك ولا يضر الفصل بينهما لأنها صفات لله سبحانه وقال مكيء هو خبر بعد خبر والأول أولى ومعنى ذور العرش ذو الملك والسلطان كما يقال فلان على سرير ملكه ومنه قول الشاعر رأوا عرشي تثلم جانباه
فلما أن تثلم أفردوني
وقول الآخر إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم
بعتيبة بن الحارث بن شهاب
٤ وقيل المراد خالق العرش
البروج :( ١٦ ) فعال لما يريد
( فعال لما يريد ) أي من الإبداء والإعادة قال عطاء لا يعجز عن شيء يريده ولا يمتنع منه شيء طلبه وارتفاع فعال على أنه خبر مبتدأ محذوف قال الفراء هو رفع على التكرير والاستئناف لأنه نكرة محضة قال أبن جرير رفع فعال وهو نكرة محضة على وجه الاتباع لأعراب الغفور الودود وإنما قال فعال لأن ما يريده ويفعل في غاية الكثرة
البروج :( ١٧ ) هل أتاك حديث.....
ثم ذكر سبحانه خبر الجموع الكافرة فقال ( هل أتاك حديث الجنود ) والجملة مستأنفة مقررة لما تقدم من شدة بطشه سبحانه وكونه فعالا لما يريده وفيه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وإله وسلم أي هل أتاك يا محمد خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائهم المتجندة عليها
البروج :( ١٨ ) فرعون وثمود
ثم بينهم فقال ( فرعون وثمود ) وهو بدل من الجنود والمراد بفرعون هو وقومه والمراد بثمود القوم المعروفون والمراد بحديثهم ما وقع منهم من الكفر والعناد وما وقع عليهم من العذاب وقصتهم مشهورة قد تكرر في الكتاب العزيز ذكرها في غير موضع واقتصر على الطائفتين لاشتهار أمرهما عند أهل الكتاب وعند مشركي العرب ودل بهما على أمثالهما
البروج :( ١٩ ) بل الذين كفروا.....
ثم أضرب عن مماثلة هؤلاءالكفار الموجودين في عصره صلى الله عليه وإله وسلم لمن تقدم ذكره وبين أنهم أشد منهم في الكفر والتكذيب فقال ( بل الذين كفروا في تكذيب ) أي بل هؤلاء المشركون من العرب في تكذيب شديد لك ولما جئت به ولم يعتبروا بمن كان قبلهم من الكفار
البروج :( ٢٠ ) والله من ورائهم.....
( والله من ورائهم محيط ) أي يقدر على أن ينزل بهم ما أنزل بأولئك والإحاطة بالشيء الحصر له من جميع جوانبه فهو تمثيل لعدم نجاتهم بعدم فوت المحاط به على المحيط
البروج :( ٢١ ) بل هو قرآن.....
ثم رد سبحانه تكذيبهم بالقرآن فقال ( بل هو قرآن مجيد ) أي متناه في الشرف والكرم والبركة لكونه بيانا لما شرعه الله لعباده من أحكام الدين والدنيا وليس هو كما يقولون إنه شعر وكهانة وسحر
البروج :( ٢٢ ) في لوح محفوظ
( في لوح محفوظ ) أي مكتوب في لوح وهو أم الكتاب محفوظ عند الله من وصول الشياطين إليه قرأ الجمهور محفوظ بالجر على أنه نعت للوح وقرأ نافع برفعه على أنه نعت للقرآن أي بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح واتفق القراءعلى فتح اللام من لوح إلا يحيى بن يعمر وأبن السميفع فإنهما قرأ بضمها قال مقاتل اللوح المحفوظ عن يمين العرش قيل والمراد باللوح بضم اللام الهواء الذي فوق السماء السابعة قال أبو الفضل اللوح بضم اللام الهواء وكذا قال أبن خالوية قال في الصحاح اللوح بالضم الهواء بين السماء والأرض
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج أبن جرير عن ابن عباس قال ( البروج ) قصود في السماء وأخرج أبن مردويه عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وإله وسلم سئل عن ( السماء ذات البروج ) فقال الكواكب وسئل عن قوله