"""""" صفحة رقم ٤٢٥ """"""
أي سيتعظ بوعظك من يخشى الله فيزداد بالتذكير خشية وصلاحا
الأعلى :( ١١ ) ويتجنبها الأشقى
) ويتجنبها الأشقى ( أي ويتجنب الذكرى ويبعد عنها الأشقى من الكفار لإصراره على الكفر بالله وانهماكه في معاصيه
الأعلى :( ١٢ ) الذي يصلى النار.....
ثم وصف الأشقى فقال ) الذي يصلى النار الكبرى ( أي العظيمة الفظيعة لأنها أشد حرا من غيرها قال الحسن النار الكبرى نار جهنم والنار الصغرى نار الدنيا وقال الزجاج هي السفلى من أطباق النار
الأعلى :( ١٣ ) ثم لا يموت.....
) ثم لا يموت فيها ولا يحيى ( أي لا يموت فيها فيستريح مما هو فيه من العذاب ولا يحيا حياة ينتفع بها ومنه قول الشاعر ألا ما لنفس لا تموت فينقضي
عتاها ولا تحيا حياة لها طعما
وثم للتراخي في مراتب الشدة لأن التردد بين الموت والحياة أفظع من صلى النار الكبرى
الأعلى :( ١٤ ) قد أفلح من.....
) قد أفلح من تزكى ( أي من تطهر من الشرك فامن بالله ووحده وعمل بشرائعة قال عطاء والربيع من كان عمله زاكيا ناميا وقال قتادة تزكى بعمل صالح قال قتادة وعطاء وأبو العالية نزلت في صدقة الفطر قال عكرمة كان الرجل يقول أقدم زكاتي بين يدي صلاتي وأصل الزكاة في اللغة النماء وقيل المراد بالاية زكاة الأموال كلها وقيل المراد بها زكاة الأعمال لا زكاة الأموال لأن الأكثر أن يقال في الأموال زكى لا تزكى
الأعلى :( ١٥ ) وذكر اسم ربه.....
) وذكر اسم ربه فصلى ( قيل المعنى ذكر اسم ربه بالخوف فعبده وصلى له وقيل ذكر اسم ربه بلسانه فصلى أي فأقام الصلوات الخمس وقيل ذكر موقفه ومعاده فعبده وهو كالقول الأول وقيل ذكر اسم ربه بالتكبير في أول الصلاة لأنها لا تنعقد إلا بذكره وهو قوله الله أكبر وقيل ذكر اسم ربه في طريق المصلى فصلى وقيل هو أن يتطوع بصلاة بعد زكاة وقيل المراد بالصلاة هنا صلاة العيد كما أن المراد بالتزكي في الاية الأولى زكاة الفطر ولا يخفى بعد هذا القول لأن السورة مكية ولم تفرض زكاة الفطر وصلاة العيد إلا بالمدينة
الأعلى :( ١٦ ) بل تؤثرون الحياة.....
) بل تؤثرون الحياة الدنيا ( هذا إضراب عن كلام مقدر يدل عليه السياق أي لا تفعلون ذلك بل تؤثرون اللذات الفانية في الدنيا قرأ الجمهور تؤثرون بالفوقية على الخطاب ويؤيدها قراءة أبي بل أنتم تؤثرون وقرأ أبو عمرو بالتحتية على الغيبة قيل والمراد بالاية الكفرة والمراد بإيثار الحياة الدنيا هو الرضا بها والاطمئنان إليها والإعراض عن الاخرة بالكلية وقيل المراد بها جميع الناس من مؤمن وكافر والمراد بإيثارها ما هو أعم من ذلك مما لا يخلو عنه غالب الناس من تأثير جانب الدنيا على الاخرة والتوجه إلى تحصيل منافعها والاهتمام بها اهتماما زائدا على اهتمامه بالطاعات
الأعلى :( ١٧ ) والآخرة خير وأبقى
وجملة ) والآخرة خير وأبقى ( في محل نصب على الحال من فاعل تؤثرون أي والحال أن الدار الاخرة التي هي الجنة أفضل وأدوم من الدنيا قال مالك بن دينار لو كانت الدنيا من ذهب يفنى والاخرة من خزف يبقى لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى على ذهب يفنى فكيف والاخرة من ذهب يبقى والدنيا من خزف يفنى
الأعلى :( ١٨ ) إن هذا لفي.....
والإشارة بقوله ) إن هذا ( إلى ما تقدم من فلاح من تزكى وما بعده وقيل إنه إشارة إلى جميع السورة ومعنى ) لفي الصحف الأولى ( أي ثابت فيها
الأعلى :( ١٩ ) صحف إبراهيم وموسى
وقوله ) صحف إبراهيم وموسى ( بدل من الصحف الأولى قال قتادة وابن زيد يريد بقوله ) إن هذا ( والاخرة خير وأبقى وقالا تتابعت كتب الله عز وجل أن الاخرة خير وأبقى من الدنيا وقال الحسن تتابعت كتب الله جل ثناؤه إن هذا لفي الصحف الأولى وهو قوله ) وقد أفلح ( إلى اخرالسورة قرأ الجمهور في الصحف الأولى صحف إبراهيم بضم الحاء في الموضعين وقرأ الأعمش وهارون وأبو عمرو في رواية عنه بسكونها فيهما وقرأ الجمهور إبراهيم بالألف بعد الراء وبالياء بعد الهاء وقرأ أبو رجاء بحذفهما وفتح الهاء وقرأ أبو موسى وابن الزبير إبراهام بألفين


الصفحة التالية
Icon