"""""" صفحة رقم ٤٤٥ """"""
ماض وقرأ الباقون فك أو إطعام على أنهما مصدران وجر رقبة بإضافة المصدر إليها فعلى القراءة الأولى يكون الفعلان بدلا من افتحم أو بيانا له كأنه قيل فلا فك ولا أطعم والفك في الأصل حل القيد سمى العتق فكا لأن الرق كالقيد وسمى المرقوق رقبة لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته
البلد :( ١٤ ) أو إطعام في.....
) أو إطعام في يوم ذي مسغبة ( المسغبة المجاعة والسغب الجوع والساغب الجائع قال الراغب يقال منه سغب الرجل سغبا وسغوبا فهو ساغب وسغبان والمسغبة مفعلة منه وأنشد أبو عبيدة فلو كنت حرا بابن قيس بن عاصم
لما بت شبعانا وجارك ساغبا
قال النخعي ) في يوم ذي مسغبة ( أي عزيز فيه الطعام
البلد :( ١٥ ) يتيما ذا مقربة
) يتيما ذا مقربة ( أي قرابة يقال فلان ذو قرابتي وذو مقربتي واليتيم في الأصل الضعيف يقال يتم الرجل إذا ضعف واليتيم عند أهل اللغة من لا أب له وقيل هو من لا أب له ولا أم ومنه قول قيس بن الملوح إلى الله أشكو فقد ليلى كما شكا
إلى الله فقد الوالدين يتيم
البلد :( ١٦ ) أو مسكينا ذا.....
) أو مسكينا ذا متربة ( أي لا شيء له كأنه لصق بالتراب لفقره وليس له مأوى إلا التراب يقال ترب الرجل يترب تربا ومتربة إذا افتقر حتى لصق بالتراب ضرا قال مجاهد هو الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره وقال قتادة هو ذو العيال وقال عكرمة هو المديون وقال أبو سنان هو ذو الزمانة وقال ابن جبير هو الذي ليس له أحد وقال عكرمة هو البعيد التربة الغريب عن وطنه والأول أولى ومنه قول الهذلي وكنا إذا ما الضيف حل بأرضنا
سفكنا دماء البدن في تربة الحال
قرأ الجمهور ذي مسغبة على أنه صفة ليوم ويتيما هو مفعول إطعام وقرأ الحسن ذا مسغبة بالنصب على أنه مفعول إطعام أي يطعمون ذا مسغبة ويتيما بدل منه
البلد :( ١٧ ) ثم كان من.....
) ثم كان من الذين آمنوا ( عطف على المنفى بلا وجاء بثم للدلالة على تراخى رتبة الإيمان ورفعة محله وفيه دليل على أن هذه القرب إنما تنفع مع الإيمان وقيل المعنى ثم كان من الذين امنوا بأن هذا نافع لهم وقيل المعنى أنه أتى بهذه القرب لوجه الله ) وتواصوا بالصبر ( معطوف على امنوا أي أوصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه وعلى ما أصابهم من البلايا والمصائب ) وتواصوا بالمرحمة ( أي بالرحمة على عباد الله فإنهم إذا فعلوا ذلك رحموا اليتيم والمسكين واستكثروا من فعل الخير بالصدقة ونحوها
البلد :( ١٨ ) أولئك أصحاب الميمنة
والإشارة بقوله ) أولئك ( إلى الموصول باعتبار اتصافه بالصفات المذكورة هم ) أصحاب الميمنة ( أي أصحاب جهة اليمين أو أصحاب اليمين أو الذين يعطون كتبهم بأيمانهم وقيل غير ذلك مما قد قدمنا ذكره في سورة الواقعة
البلد :( ١٩ ) والذين كفروا بآياتنا.....
) والذين كفروا بآياتنا ( أي بالقران أو بما هو أعم منه فتدخل الايات التنزيلية والآيات التكوينية التي تدل على الصانع سبحانه هم أصحاب المشأمة أي أصحاب الشمال أو أصحاب الشؤم أو الذين يعطون كتبهم بشمالهم أو غير ذلك مما تقدم
البلد :( ٢٠ ) عليهم نار مؤصدة
) عليهم نار مؤصدة ( أي مطبقة مغلقة يقال أصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته ومنه قول الشاعر نحن إلى أجبال مكة ناقتي
ومن دونها أبواب صنعاء مؤصدة
قرأ الجمهور موصدة بالواو وقرأ أبو عمرو وحمزة وحفص بالهمزة مكان الواو وهما لغتان والمعنى واحد
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ) لا أقسم بهذا البلد ( قال مكة ) وأنت حل بهذا البلد ( يعني بذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم أحل الله له يوم دخل مكة أن يقتل من شاء ويستحيي من شاء