"""""" صفحة رقم ٤٤٩ """"""
لقصد التفخيم كأنه قال والقادر العظيم الشأن الذي بناها ورجح الأول الفراء والزجاج ولا وجه لقول من قال إن جعلها مصدرية مخل بالنظم ورجح الثاني ابن جرير
الشمس :( ٦ ) والأرض وما طحاها
) والأرض وما طحاها ( الكلام في ما هذه كالكلام في التي قبلها ومعنى طحاها بسطها كذا قال عامة المفسرين كما في قوله ) دحاها ( قالوا طحاها ودحاها واحد أي بسطها من كل جانب والطحو البسط وقيل معنى طحاها قسمها وقيل خلقها ومنه قول الشاعر وما يدري جذيمة من طحاها
ولا من ساكن العرش الرفيع
والأول أولى والطحو أيضا الذهاب قال أبو عمرو بن العلاء طحا الدحل إذا ذهب في الأرض يقال ما أدرى أين طحا ويقال طحا به قلبه إذا ذهب به ومنه قول الشاعر طحا بك قلب في الحسان طروب
بعيد الشباب عصر حان مشيب
الشمس :( ٧ ) ونفس وما سواها
) ونفس وما سواها ( الكلام في ما هذه كما تقدم ومعنى سواها خلقها وأنشأها وسوى أعضاءها قال عطاء يريد جميع ما خلق من الجن والإنس والتنكير للتفخيم وقيل المراد نفس ادم
الشمس :( ٨ ) فألهمها فجورها وتقواها
) فألهمها فجورها وتقواها ( أي عرفها وأفهمهما حالهما وما فيهما من الحسن والقبح قال مجاهد عرفها طريق الفجور والتقوى والطاعة والمعصية قال الفراء فألهمها عرفها طريق الخير وطريق الشر كما قال وهديناه النجدين قال محمد بن كعب إذا أراد الله بعبده خيرا ألهمه الخير فعمل به وإذا أراد به الشر ألهمه الشر فعمل به قال ابن زيد جعل فيها ذلك بتوفيقه إياها للتقوى وخذلانه إياها للفجور واختار هذا الزجاج وحمل الإلهام على التوفيق والخذلان قال الواحدي وهذا هو الوجه لتفسير الإلهام فإن التبيين والتعليم والتعريف دون الإلهام والإلهام أن يوقع في قلبه ويجعل فيه وإذا أوقع الله في قلب عبده شيئا ألزمه ذلك الشىء قال وهذا صريح في أن الله خلق في المؤمن تقواه وفي الكافر فجوره
الشمس :( ٩ ) قد أفلح من.....
) قد أفلح من زكاها ( أي قد فاز من زكى نفسه وأنماها واعلاها بالتقوى بكل مطلوب وظفر بكل محبوب وقد قدمنا أن هذا جواب القسم على الراجح وأصل الزكاة النمو والزيادة ومنه زكا الزرع إذا كثر
الشمس :( ١٠ ) وقد خاب من.....
) وقد خاب من دساها ( أي خسر من أضلها وأغواها قال أهل اللغة دساها أصله دسسها من التدسيس وهو إخفاء الشيء في الشيء فمعنى دساها في الاية أخفاها وأخملها ولم يشهرها بالطاعة والعمل الصالح وكانت أجواد العرب تنزل الأمكنة المرتفعة ليشتهر مكانها فيقصدها الضيوف وكانت لئام العرب تنزل الهضاب والأمكنة المنخفضة ليخفى مكانها عن الوافدين وقيل معنى دساها أغواها ومنه قول الشاعر وأنت الذي دسيت عمرا فأصبحت
حلائله منه أرامل ضيعا
وقال ابن الأعرابي ) وقد خاب من دساها ( أي دس نفسه في جملة الصالحين وليس منهم
الشمس :( ١١ ) كذبت ثمود بطغواها
) كذبت ثمود بطغواها ( الطغوى اسم من الطغيان كالدعوى من الدعاء قال الواحدي قال المفسرون كذبت ثمود بطغيانها أي الطغيان حملتهم على التكذيب والطغيان مجاوزة الحد في المعاصي والباء للسببية وقيل كذبت ثمود بطغواها أي بعذابها الذي وعدت به وسمى العذاب طغوى لأنه طغى عليهم فتكون الباء على هذا للتعدية وقال محمد بن كعب بطغواها أي بأجمعها قرأ الجمهور بطغواها بفتح الطاء وقرأ الحسن والجحدري ومحمد بن كعب وحماد بن سلمة بضم الطاء فعلى القراءة الأولى هو مصدر بمعنى الطغيان وإنما قلبت الياء والواو للفرق بين الاسم والصفة لأنهم يقلبون الياء في الأسماء كثيرا نحو تقوى وسروى وعلى القراءة الثانية هو مصدر كالرجعي والحسنى ونحوهما وقيل هما لغتان
الشمس :( ١٢ ) إذ انبعث أشقاها
) إذ انبعث أشقاها ( العامل في الظرف كذبت أو بطغواها أي حين قام أشقى ثمود وهو قدار بن سالف فعقر الناقة ومعنى ابعث انتدب لذلك وقام به يقال بعثته على الأمر فانبعث له وقد


الصفحة التالية
Icon