"""""" صفحة رقم ٤٥٠ """"""
الشمس :( ١٣ ) فقال لهم رسول.....
تقدم بيان هذا في الأعراف ) فقال لهم رسول الله ( يعني صالحا ) ناقة الله ( قال الزجاج ناقة الله منصوبة على معنى ذروا ناقة الله قال الفراء حذرهم إياها وكل تحذير فهو نصب ) وسقياها ( معطوف على ناقة وهو شربها من الماء قال الكلبي ومقاتل قال لهم صالح ذروا ناقة الله فلا تعقروها وذروا سقياها وهو شربها من النهر فلا تعرضوا له يوم شربها
الشمس :( ١٤ ) فكذبوه فعقروها فدمدم.....
فكذبوا بتحذيره إياهم ) فعقروها ( أي عقرها الأشقى وإنما أسند العقر إلى الجميع لأنهم رضوا بما فعله قال قتادة إنه لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم قال الفراء عقرها اثنان والعرب تقول هذان أفضل الناس وهذان خير الناس فلهذا لم يقل أشقياها ) فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ( أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب وحقيقة الدمدمة تضعيف العذاب وترديده يقال دمدمت على الشيء أي أطبقت عليه ودمدم عليه القبر أي أطبقه وناقة مدمومة إذا لبسها الشحم والدمدمة إهلاك باستئصال كذا قال المؤرج قال في الصحاح دمدمت الشيء إذا ألزقته بالأرض وطحطحته ودمدم الله عليهم أي أهلكهم وقال ابن الأعرابي دمدم إذا عذب عذابا تاما والضمير في فسواها يعود إلى الدمدمة أي فسوى الدمدمة عليهم وعمهم بها فاستوت على صغيرهم وكبيرهم وقيل يعود إلى الأرض أي فسوى الأرض عليهم فجعلهم تحت التراب وقيل يعود إلى الأمة أي ثمود قال الفراء سوى الأمة أنزل العذاب بصغيرها وكبيرها بمعنى سوى بينهم قرأ الجمهور ) فدمدم ( بميم بين الدالين وقرأ ابن الزبير فدهدم بهاء بين الدالين قال القرطبي وهما لغتان كما يقال امتقع لونه واهتقع لونه
الشمس :( ١٥ ) ولا يخاف عقباها
فلا يخاف عقباها أي فعل الله ذلك بهم غير خائف من عاقبة ولا تبعة والضمير في عقباها يرجع إلى الفعلة أو إلى الدمدمة المدلول عليها بدمدم وقال السدى والضحاك والكلبي إن الكلام يرجع إلى العاقر لا إلى الله سبحانه أي لم يخف الذي عقرها عقبى ما صنع وقيل لا يخاف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عاقبة إهلاك قومه ولا يخشى ضررا يعود عليه من عذابهم لأنه قد أنذرهم والأول أولى قرأ الجمهور ولا يخاف بالواو وقرأ نافع وابن عامر بالفاء
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس وضحاها قال ضوئها والقمر إذا تلاها قال تبعها والنهار إذا جلاها قال أضاءها والسماء وما بناها قال الله بني السماء ) والأرض وما طحاها ( قال دحاها ) فألهمها فجورها وتقواها ( قال علمها الطاعة والمعصية وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه ) والأرض وما طحاها ( يقول قسمها ) فألهمها فجورها وتقواها ( قال من الخير والشر وأخرج الحاكم وصححه عنه أيضا ) فألهمها ( قال ألزمها فجورها وتقواها وأخرج أحمد وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عمران بن حصين أن رجلا قال يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه شيء قد قضى عليهم ومضى في قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم نبيهم واتخذت عليهم به الحجة قال بل شيء قد قضى عليهم قال فلم يعملون إذن قال من كان الله خلقه لواحدة من المنزلتين يهيئه لعملها وتصديق ذلك في كتاب الله ) ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ( وسيأتي في السورة التي بعد هذه نحو هذا الحديث وأخرج ابن أبي شيبة واحمد والنسائي عن زيد بن أرقم قال كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول اللهم ات نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها وأخرجه ابن المنذر والطبراني وابن مردويه من حديث ابن عباس وزاد كان إذا تلا هذه الاية ) ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ( قال فذكره وزاد أيضا وهو في الصلاة وأخرج حديث زيد بن أرقم مسلم أيضا وأخرج نحوه أحمد من حديث عائشة وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ) قد أفلح من زكاها ( يقول