"""""" صفحة رقم ٤٥٤ """"""
أي بواحد ولا يخفاك أنه ينافى هذا وصف الأشقى بالتكذيب فإن ذلك لا يكون إلا من الكافر فلا يتم ما اراده قائل هذا القول من شمول الوصفين لعصاة المسلمين
الليل :( ١٨ ) الذي يؤتي ماله.....
ثم ذكر سبحانه صفة الأتقى فقال ) الذي يؤتي ماله ( أي يعطيه ويصرفه في وجوه الخير وقوله ) يتزكى ( في محل نصب على الحال من فاعل يؤتى أي حال كونه يطلب أن يكون عند الله زكيا لا يطلب رياء ولا سمعة ويجوز ن يكون بدلا من يؤتى داخلا معه في حكم الصلة قرأ الجمهور يتزكى مضارع تزكى وقرأ على بن الحسين بن علي تزكى بإدغام التاء في الزاى
الليل :( ١٩ ) وما لأحد عنده.....
) وما لأحد عنده من نعمة تجزى ( الجملة مستأنفة لتقرير ما قبلها من كون التزكى على جهة الخلوص غير مشوب بشائبة تنافى الخلوص أي ليس ممن يتصدق بماله ليجازى بصدقته نعمة لأحد من الناس عنده ويكافئه عليها وإنما يبتغي بصدقته وجه الله تعالى ومعنى الاية أنه ليس لأحد من الناس عنده نعمة من شأنها أن يجازى عليها حتى يقصد بإيتاء ما يؤتى من ماله مجازاتها وإنما قال نجزى مضارعا مبنيا للمعفول لأجل الفواصل والأصل يجزيها إياه أو يجزيه إياها
الليل :( ٢٠ ) إلا ابتغاء وجه.....
) إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ( قرأ الجمهور ) إلا ابتغاء ( بالنصب على الاستثناء المنقطع لعدم اندراجه تحت جنس النعمة أي لكن ابتغاء وجه ربه الأعلى ويجوز أن يكون منصوبا على أنه مفعول له على المعنى أي لا يؤتى إلا لابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمة قال الفراء هو منصوب على التأويل أي ما أعطيتك ابتغاء جزائك بل ابتغاء وجه الله وقرأ يحيى بن وثاب بالرفع على البدل من محل نعمة لأن محلها الرفع إما على الفاعلية وإما على الابتداء ومن مزيدة والرفع لغة تميم لأنهم يجوزون البدل في المنقطع ويجرونه مجرى المتصل قال مكي وأجاز الفراء الرفع في ابتغاء على البدل من موضع نعمة وهو بعيد قال شهاب الدين كأنه لم يطلع عليها قراءة واستبعاده هو البعيد فإنها لغة فاشية وقرأ الجمهور أيضا ابتغاء بالمد وقرأ ابن أبي عبلة بالقصر والأعلى نعت للرب
الليل :( ٢١ ) ولسوف يرضى
ولسوف يرضى اللام هي الموطئة للقسم أي وتالله لسوف يرضى بما نعطيه من الكرامة والجزاء العظيم قرأ الجمهور يرضى مبنيا للفاعل وقرىء مبنيا للمفعول
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس ) والليل إذا يغشى ( قال إذا أظلم وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن ابن مسعود قال إن أبا بكر الصديق اشترى بلالا من أمية بن خلف وأبى بن خلف ببردة وعشر أواق فأعتقه لله فأنزل الله ) والليل إذا يغشى ( إلى قوله ) إن سعيكم لشتى ( سعى أبي بكر وأمية وأبى إلى قوله ) وكذب بالحسنى ( قال لا إله إلا الله إلى قوله ) فسنيسره للعسرى ( قال النار وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله ) فأما من أعطى ( من الفصل ) واتقى ( قال اتقى ربه ) وصدق بالحسنى ( قال صدق بالخلف من الله ) فسنيسره لليسرى ( قال للخير من الله ) وأما من بخل واستغنى ( قال بخل بماله واستغنى عن ربه ) وكذب بالحسنى ( قال بالخلف من الله ) فسنيسره للعسرى ( قال للشر من الله وأخرج ابن جرير عنه ) وصدق بالحسنى ( قال أيقن بالخلف وأخرج ابن جرير عنه أيضا ) وصدق بالحسنى ( يقول صدق بلا إله إلا الله ) وأما من بخل واستغنى ( يقول من أغناه الله فبخل بالزكاة وأخرج ابن جرير وابن عساكر عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال كان أبو بكر يعتق على الإسلام بمكة وكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن فقال له أبوه أي بني أراك تعتق أناسا ضعفا فلو أنك تعتق رجالا جلدا يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك قال أي أبت إنما أريد ما عند الله قال فحدثني بعض أهل بيتي إن هذه الاية نزلت فيه ) فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ( وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس في قوله ) فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى (