"""""" صفحة رقم ٤٦٩ """"""
ليس قبله ولا بعده شيء يكون كلا ردا له
العلق :( ٧ ) أن رآه استغنى
وقوله ) أن رآه استغنى ( علة ليطغى أي ليطغى أن رأى نفسه مستغنيا والرؤية هنا بمعنى العلم ولو كانت البصرية لامتنع الجمع بين الضميرين في فعلها لشيء واحد لأن ذلك من خواص باب علم ونحوه قال الفراء لم يقل رأى نفسه كما قيل قتل نفسه لأن رأى من الأفعال التي تريد اسما وخبرا نحو الظن والحسبان فلا يقتصر فيه على مفعول واحد والعرب تطرح النفس من هذا الجنس تقول رأيتني وحسبتني ومتى تراك خارجا ومتى تظنك خارجا قيل والمراد هنا أنه استغنى بالعشيرة والأنصار والأموال قرأ الجمهور أن راه بمد الهمزة وقرأ قنبل عن ابن كثير بقصرها قال مقاتل كان أبو جهل إذا أصاب مالا زاد في ثيابه ومركبه وطعامه وشرابه فذلك طغيانه وكذا قال الكلبي
العلق :( ٨ ) إن إلى ربك.....
ثم هدد سبحانه وخوف فقال ) إن إلى ربك الرجعى ( أي المرجع والرجعى والمرجع والرجوع مصادر يقال رجع إليه مرجعا ورجوعا ورجعى وتقدم الجار والمجرور للقصر أي الرجعى إليه سبحانه لا إلى غيره
العلق :( ٩ - ١٠ ) أرأيت الذي ينهى
) أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ( قال المفسرون الذي ينهى أبو جهل والمراد بالعبد محمد صلى الله عليه واله وسلم وفيه تقبيح لصنعه وتشنيع لفعله حتى كأنه بحيث يراه كل من تتأتى منه من الرؤية
العلق :( ١١ ) أرأيت إن كان.....
) أرأيت إن كان على الهدى ( يعني العبد المنهى إذا صلى وهو محمد صلى الله عليه واله وسلم
العلق :( ١٢ ) أو أمر بالتقوى
) أو أمر بالتقوى ( أي بالإخلاص والتوحيد والعمل الصالح الذي تتقى به النار
العلق :( ١٣ ) أرأيت إن كذب.....
) أرأيت إن كذب وتولى ( يعني أبا جهل كذب بما جاء به رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتولى عن الإيمان وقوله ) أرأيت ( في الثلاثة المواضع بمعنى أخبرني لأن الرؤية لما كانت سببا للأخبار عن المرئى أجرى الاستفهام عنها مجرى الاستفهام عن متعلقها والخطاب لكل من يصلح له وقد ذكر هنا أرأيت ثلاث مرات وصرح بعد الثالثة منها بجملة استفهامية فتكون في موضع المفعول الثاني لها ومفعولها الأول محذوف وهو ضمير يعود على الذي ينهى الواقع مفعولا أولا لأرأيت الأولى ومفعول أرأيت الأولى الثاني محذوف وهو جملة استفهامية كالجملة الواقعة بعد أرأيت الثانية وأما أرأيت الثانية فلم يذكر لها مفعول لا أول ولا ثاني حذف الأول لدلالة مفعول أرأيت الثالثة عليه فقد حذف الثاني من الأولى والأول من الثالثة والاثنان من الثانية وليس طلب كل من رأيت للجملة الاستفهامية على سبيل التنازع لأنه يستدعي إضمارا والجمل لا تضمير إنما تضمر المفردات وإنما ذلك من باب الحذف للدلالة وأما جواب الشرط المذكور مع أرأيت في الموضعين الاخرين فهو محذوف تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ) ألم يعلم بأن الله يرى ( وإنما حذف لدلالة ذكره في جواب الشرط الثاني ومعنى
العلق :( ١٤ ) ألم يعلم بأن.....
) ألم يعلم بأن الله يرى ( أي يطلع على أحواله فيجازيه بها فكيف اجترأ على ما اجترأ عليه والاستفهام للتقريع والتوبيخ وقيل أرأيت الأولى مفعولها الأول الموصول ومفعولها الثاني الشرطية الأولى بجوابها المحذوف المدلول عليه بالمذكور وأرأيت في الموضعين تكرير للتأكيد وقيل كل واحدة من أرأيت بدل من الأولى و ) ألم يعلم بأن الله يرى ( الخبر
العلق :( ١٥ ) كلا لئن لم.....
قوله ) كلا ( ردع للناهي واللام في قوله ) لئن لم ينته ( هي الموطئة للقسم أي والله لئن لم ينته عما هو عليه ولم ينزجر ) لنسفعا بالناصية ( السفع الجذب الشديد والمعنى لنأخذن بناصيته ولنجرنه إلى النار وهذا كقوله فيؤخذ بالنواصي والأقدام ويقال سفعت الشيء إذا قبضته وجذبته ويقال سفع بناصية فرسه قال الراغب السفع الأخذ بسفعة الفرس أي بسواد ناصيته وباعتبار السواد قيل به سفعة غضب اعتبارا بما يعلو من اللون الدخاني وجه من اشتد به الغضب وقيل للصقر أسفع لما فيه من لمع السواد وامرأة سفعاء اللون انتهى وقيل هو مأخوذ من سفع النار والشمس إذا غيرت وجهه إلى سواد ومنه قول الشاعر


الصفحة التالية
Icon