"""""" صفحة رقم ٤٨٣ """"""
الغبار والجمع أنقاع والنقع محبس الماء وكذلك ما اجتمع في البئر منه والنقع الأرض الحرة الطين فيها الماء
العاديات :( ٥ ) فوسطن به جمعا
) فوسطن به جمعا ( أي توسطن بذلك الوقت أو توسطن ملتبسات بالنقع جمعا من جموع الأعداء صرن بعدوهن وسط جمع الأعداء والباء إما للتعدية أو للحالية أو زائدة يقال وسطت المكان صرت في وسطه وانتصاب جمعا على أنه مفعول به والفاات في المواضع الأربعة للدلاة على ترتب ما بعد واحدة منها على ما قبلها قرأ الجمهور فوسطن بتخفيف السين وقرىء بالتشديد
العاديات :( ٦ ) إن الإنسان لربه.....
) إن الإنسان لربه لكنود ( ه جواب القسم والمراد بالإنسان بعض أفراده وهو الكافر والكنود الكفور للنعمة وقوله لربه متعلق بكنود قدم لرعاية الفواصل ومنه قول الشاعر كنود لنعماء الرجال ومن يكن
كنودا لنعماء الرجال يبعد
أي كفور لنعماء الرجال وقيل هو الجاحد للحق قيل إنها إنما سميت كندة لأنها جحدت أباها وقيل الكنود مأخوذ من الكند وهو القطع كأنه قطع ما ينبغي أن يواصله من الشكر يقال كند الحبل إذا قطعه ومنه قول الأعشى وصول حبال وكنادها
وقيل الكنود البخيل وأنشد أبو زيد
إن نفسي لم تطب منك نفسا غير أني أمسي بدين كنود
وقيل الكنود الحسود وقيل الجهول لقدره وتفسير الكنود بالكفور للنعمة أولى بالمقام والجاحد للنعمة كافر لها ولا يناسب المقام سائر ما قيل
العاديات :( ٧ ) وإنه على ذلك.....
) وإنه على ذلك لشهيد ( أي وإن الإنسان على كنوده لشهيد يشهد على نفسه به لظهور أثره عليه وقيل المعنى وإن الله جل ثناؤه على ذلك من ابن ادم لشهيد وبه قال الجمهور وقال بالأول الحسن وقتادة ومحمد بن كعب وهو أرجح من قول الجمهور لقوله
العاديات :( ٨ ) وإنه لحب الخير.....
) وإنه لحب الخير لشديد ( فإن الضمير راجع إلى الإنسان والمعنى إنه لحب المال قوي مجد في طلبه وتحصيله متهالك عليه يقال هو شديد لهذا الأمر وقوي له إذا كان مطيقا له ومنه قوله تعالى ) إن ترك خيرا ( ومنه قول عدي بن حاتم
ماذا ترجي النفوس من طلب ال خير وحب الحياة كاذبها
وقيل المعنى وإن الإنسان من أجل من المال لبخيل والأول أولى واللام في لحب متعلقة بشديد قال ابن زيد سمى الله المال خيرا وعسى أن يكون شرا ولكن الناس يجدونه خيرا فسماه خيرا قال الفراء أصل نظم الاية أن يقال وإنه لشديد الحب للخير فلما قدم الحب قال لشديد وحذف من اخره ذكر الحب لأنه قد جرى ذكره ولرؤوس الاى كقوله في يوم عاصف والعصوف للريح لا لليوم كأنه قال في يوم عاصف الريح
العاديات :( ٩ ) أفلا يعلم إذا.....
) أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور ( الاستفهام للإنكار والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي يفعل ما يفعل من القبائح فلا يعلم وبعثر معناه نثر وبحث أي نثر ما في القبور من الموتى وبحث عنهم وأخرجوا قال أبو عبيدة بعثرت المتاع جعلت أسفله أعلاه قال الفراء سمعت بعض العرب من بني أسد يقول بحثر بالحاء مكان العين وقد تقدم الكلام على هذا في قوله وإذا القبور بعثرت
العاديات :( ١٠ ) وحصل ما في.....
) وحصل ما في الصدور ( أي ميز وبين ما فيها من الخير والشر والتحصيل التمييز كذا قال المفسرون وقيل حصل أبرز قرأ الجمهور ؟ حصل ؟ بضم الحاء وتشديد الصاد مكسورا مبنيا للمفعول وقرأ عبيد بن عمير وسعيد بن جبير ويحيى بن يعمر ونصر بن عاصم حصل بفتح الحاء والصاد وتخفيفها مبنيا للفاعل أي ظهر
العاديات :( ١١ ) إن ربهم بهم.....
) إن ربهم بهم يومئذ لخبير ( أي إن رب المبعوثين بهم لخبير لا تخفى عليه منهم خافية فيجازيهم بالخير خيرا وبالشر شرا قال