"""""" صفحة رقم ٦٧ """"""
الحجرات :( ١٣ ) يا أيها الناس.....
قوله ( ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى ) هما آدم وحواء والمقصود أنهم متساوون لاتصالهم بنسب واحد وكونه يجمعهم أب واحد وام واحدة وانه لا موضع للتفاخر بينهم بالأنساب وقيل المعنى ان كل واحد منكم من اب وام فالكل سواء ( وجعلناكم شعوبا وقبائل ) الشعوب جمع شعب بفتح الشين وهو الحي العظيم مثل مضر وربيعة والقبائل دونها كبني بكر من ربيعة وبني تميم من مضر قال الواحدي هذا قول جماعه من المفسرين سموا شعبا لتشعبهم واجتماعهم كشعب اغصان الشجره والشعب من اسماء الأضداد يقال شعبته اذا جمعته وشعبته اذا فرقته ومنه سميت المنيه شعوبا لأنها مفرقه فأما الشعب بالكسر فهو الطريق في الجبل قال الجواهري الشعب ما تشعب من قبائل العرب والعجم والجمع الشعوب وقال مجاهد الشعوب البعيد من النسب والقبائل دون ذلك وقال قتادة الشعوب النسب الأقرب وقيل ان الشعوب عرب اليمن من قحطان والقبائل من ربيعة ومضر وسائر عدنان وقيل الشعوب بطون والقبائل بطون العرب وحكى أبو عبيد ان الشعب اكثر من القبيله ثم القبيله ثم العمارة ثم البطن ثم الفخد ثم الفصيلة ثم العشيرة ومما يؤيد ما قاله الجمهور من ان الشعب اكثر من القبيلة قول الشاعر قبائل من شعوب ليس فيهم
كريم قد يعد ولا نجيب
قرأ الجمهور ( لتتعارفوا ) بتخفيف التاء وأصله لتعارفوا فحذفت إحدى التاءين وقرأ البزي بتشديدها على الإدغام وقرأ الأعمش بتاءين واللام متعلقة بخلقناكم أي خلقناكم كذلك ليعرف بعضكم بعضا وقرأ أبن عباس ( لتعرفوا ) مضارع عرف والفائدة في التعارف أن ينتسب كل واحد منهم إلى نسبه ولا يعتري إلى غيره والمقصود من هذا أن الله سبحانه خلقهم كذلك لهذه الفائدة لا للتفاخر بأنسابهم ودعوى أن هذا الشعب أفضل من هذا الشعب وهذه القبيلة أكرم من هذه القبيلة وهذا البطن أشرف من هذا البطن ثم علل سبحانه ما يدل عليه الكلام من النهي عن التفاخر فقال ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) أي أن التفاضل بينكم إنما هو بالتقوى فمن تلبس بها فهو المستحق لأن يكون أكرم ممن لم يتلبس بها وأشرف وأفضل فدعوا ما أنتم فيه من التفاخر بالأنساب فإن ذلك لا يوجب كرما ولا يثبت شرفا ولا يقتضي فضلا قرأ الجمهور إن أكرمكم بكسر إن وقرأ أبن عباس بفتحها أي لأن أكرمكم ( إن الله عليم ) بكل معلوم ومن ذلك أعمالكم ( خبير ) بما تسرون وما تعلنون لا تخفى عليه من ذلك خافية
الحجرات :( ١٤ ) قالت الأعراب آمنا.....
ولما ذكر سبحانه أن أكرم الناس عند الله أتقاهم له وكان أصل التقوى الإيمان ذكر ما كانت تقوله العرب من دعوى الإيمان ليثبت لهم الشرف والفضل فقال ( قالت الأعراب آمنا ) وهو بنو أسد أظهروا الإسلام في سنة مجدبه يريدون الصدقة فأمر الله سبحانه رسوله ( ﷺ ) أن يرد عليهم فقال ( قل لم تؤمنوا )


الصفحة التالية
Icon