"""""" صفحة رقم ٧٣ """"""
لنا خمر وليست خمر كرم
ولكن من نتاج الباسقات كرام في السماء ذهبن طولا
وفات ثمارها أيدي الجنات
وجملة ( لها طلع نضيد ) في محل نصب على الحال من النخل الطلع هو أول ما يخرج من ثمر النخل يقال طلع الطلع طلوعا والنضيد المتراكب الذي نضد بعضه على بعض وذلك قبل أن ينفتح فهو نضيد في أكمامه فإذا خرج من أكمامه فليس بنضيد
ق :( ١١ ) رزقا للعباد وأحيينا.....
( رزقا للعباد ) انتصابه على المصدرية أي رزقناهم رزقا أو على العلة أي أنبتنا هذه الأشياء للرزق ( وأحيينا به بلدة ميتا ) أي أحيينا بذلك الماء بلدة مجدبة لا ثمار فيها ولا زرع وجملة ( كذلك الخروج ) مستأنفة لبيان أن الخروج من القبور عند البعث كمثل هذا الإحياء الذي أحيا الله به الأرض الميتة قرأ الجمهور ميتا على التخفيف وقرأ أبو جعفر وخالد بالتثقيل
ق :( ١٢ ) كذبت قبلهم قوم.....
ثم ذكر سبحانه الأمم المكذبة فقال ( كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس ) هم قوم شعيب كما تقدم بيانه وقيل هم الذين جاءهم من أقصى المدينة رجل يسعى وهم من قوم عيسى وقيل هم أصحاب الأخدود والرس إما موضع نسبوا إليه أو فعل وهو حفر البئر يقال رس إذا حفر بئرا ( وثمود
ق :( ١٣ ) وعاد وفرعون وإخوان.....
(وعاد وفرعون ) أي فرعون وقومه ( وإخوان لوط ) جعلهم إخوانه لأنهم كانوا أصهاره وقيل هم من قوم إبراهيم وكانوا من معارف لوط
ق :( ١٤ ) وأصحاب الأيكة وقوم.....
( وأصحاب الأيكة ) تقدم الكلام على الأيكة واختلاف القراء فيها في سورة الشعراء مستوفى ونبيهم الذي بعثه الله إليهم شعيب ( وقوم تبع ) هو تبع الحميري الذي تقدم ذكره في قوله أهم خير أم قوم تبع واسمه سعد أبو كرب وقيل أسعد قال قتادة ذم الله قوم تبع ولم يذمه ( كل كذب الرسل ) التنوين عوض عن المضاف إليه أي كل واحد من هؤلاء كذب رسوله الذي أرسله الله إليه وكذب ما جاء به من الشرع واللام في الرسل تكون للعهد ويجوز أن تكون للجنس أي كل طائفة من هذه الطوائف كذبت جميع الرسل وإفراد الضمير في كذب باعتبار لفظ كل وفي هذا تسلية لرسول الله ( ﷺ ) كأنه قيل له لا تحزن ولا تكثر غمك لتكذيب هؤلاء لك فهذا شأن من تقدمك من الأنبياء فإن قومهم كذبوهم ولم يصدقهم إلا القليل منهم ( فحق وعيد ) أي وجب عليهم وعيدي وحقت عليهم كلمة العذاب وحل بهم ما قدره الله عليهم من الخسف والمسخ والإهلاك بالأنواع التي أنزلها الله بهم من عذابه
ق :( ١٥ ) أفعيينا بالخلق الأول.....
( أفعيينا بالخلق الأول ) الاستفهام للتقريع والتوبيخ والجملة مستأنفة لتقرير أمر المبعث الذي أنكرته الأمم أي أفعجزنا بالخلق حين خلقناهم أولا ولم يكونوا شيئا فكيف نعجز عن بعثهم يقال عييت بالأمر إذا عجزت عنه ولم أعرف وجهه قرأ الجمهور بكسر الياء الأولى بعدها ياء ساكنة وقرأ ابن أبي عبلة بتشديد الياء من غير إشباع ثم ذكر أنهم في شك من البعث فقال ( بل هم في لبس من خلق جديد ) أي في شك وحيرة واختلاط من خلق مستأنف وهو بعث الأموات ومعنى الإضراب أنهم غير منكرين لقدرة الله على الخلق الأول ( بل هم في لبس من خلق جديد )
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله ( ق ) قال هو اسم من أسماء الله وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال خلق الله من وراء هذه الأرض بحرا محيطا ثم خلق وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الدنيا مرفرفة عليه ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها ثم خلق وراء ذلك جبلا يقال له قاف السماء الثانية مرفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سموات قال وذلك قوله والبحر يمده من بعده سبعة أبحر قال ابن كثير لا يصح سنده عن


الصفحة التالية
Icon