"""""" صفحة رقم ٨٩ """"""
مخططة بسواد وبياض وقيل بسواد وحمرة وقيل معروفة بأنها حجارة العذاب وقيل مكتوب على كل حجر من يهلك بها وقوله ( عند ربك ) ظرف لمسومة أي معلمة عنده ( للمسرفين ) المتمادين في الضلالة المجاوزين الحد في الفجور وقال مقاتل للمشركين والشرك أسرف الذنوب وأعظمها
الذاريات :( ٣٥ ) فأخرجنا من كان.....
( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين ) هذا كلام من جهة الله سبحانه أي لما أردنا إهلاك قوم لوط أخرجنا من كان في قرى قوم لوط من قومه المؤمنين به
الذاريات :( ٣٦ ) فما وجدنا فيها.....
( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) أي غير اهل بيت يقال بيت شريف ويراد به أهله قيل وهم أهل بيت لوط والإسلام الانقياد والاستسلام لأمر الله سبحانه فكل مؤمن مسلم ومن ذلك قوله قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا وقد أوضح الفرق رسول الله ( ﷺ ) بين الأسلام والإيمان في الحديث في الصحيحين وغيرهما الثابت من طرق أنه سئل عن الإسلام فقال أن تشهد أن لا إله إلا الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان وسئل عن الإيمان فقال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره فالمرجع في الفرق بينهما هو هذا الذي قاله الصادق المصدوق ولا التفات إلى غيره مما قاله أهل العلم في رسم كل واحد منهما برسوم مضطربة مختلفة مختلة متناقضة وأما ما في الكتاب العزيز من اختلاف مواضع استعمال الإسلام والإيمان فذلك باعتبار المعاني اللغوية والاستعمالات العربية والواجب تقديم الحقيقة الشرعية على اللغوية والحقيقة الشرعية هي هذه التي اخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأجاب سؤال السائل له عن ذلك بها
الذاريات :( ٣٧ ) وتركنا فيها آية.....
( وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ) أي وتركنا في تلك القرى علامة ودلالة تدل على ما أصابهم من العذاب كل من يخاف عذاب الله ويخشاه من أهل ذلك الزمان ومن بعدهم وهذه الآية هي آثار العذاب في تلك القرى فإنها ظاهرة بينة وقيل هي الحجارة التي رجموا بها وإنما خص الذين يخافون العذاب الأليم لأنهم الذين يتعظون بالمواعظ ويتفكرون في الآيات دون غيرهم ممن لا يخاف ذلك وهم المشركون المكذبون بالبعث والوعد والوعيد
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج أبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم عن عباس في قوله ( في صرة ) قال في صيحة ( فصكت وجهها ) قال لطمت وأخرج أبن المنذر وأبن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) قال لوط وابنتيه وأخرج أبن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال كانوا ثلاثة عشر


الصفحة التالية
Icon