"""""" صفحة رقم ٩٣ """"""
فلا يشتغلوا بغير ما خلقوا له من العبادة ( ذو القوة المتين ) ارتفاع المتين على إنه وصف للرزاق أو لذو أو خبر مبتدأ محذوف أو خبر بعد خبر قرأ الجمهور الرزاق وقرأ أبن محيصن الرازق وقرأ الجمهور المتين بالرفع وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش بالجر صفة للقوة والتذكير لكون تأنيثها غير حقيقي قال الفراء كان حقه المتينه فذكرها لأنه ذهب بها إلى الشيء المبرم المحكم الفتل يقال حبل متين أي محكم الفتل ومعنى المتين الشديد القوة هنا
الذاريات :( ٥٩ ) فإن للذين ظلموا.....
( فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم ) أي ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي فإن لهم ذنوبا أي نصيبا من العذاب مثل نصيب الكفار من الأمم السابقة قال أبن الأعرابي يقال يوم ذنوب أي طويل الشر لا ينقضي وأصل الذنوب في اللغة الدلو العظيمة ومن استعمال الذنوب في النصيب من الشيء قول الشاعر لعمرك والمنايا طارقات
لكل بني أب منها ذنوب
وما في الآية مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلو الكبير فهو تمثيل جعل الذنوب مكان الحظ والنصيب قاله أبن قتيبة ( فلا يستعجلون ) أي لا يطلبوا مني أن أعجل لهم العذاب كما في قولهم أئتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين
الذاريات :( ٦٠ ) فويل للذين كفروا.....
( فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ) قيل هو يوم القيامة وقيل يوم بدر والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج أبن جرير وأبن المنذر في قوله ( فتولى بركنه ) عن أبن عباس قال بقومه وأخرج الفريابي وأبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم والحاكم وصححه عنه في قوله ( الريح العقيم ) قال الشديدة التي لا تلقح شيئا وأخرج أبن جرير عنه أيضا قال لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب وفي قوله ( إلا جعلته كالرميم ) قال كالشيء الهالك وأخرج الفريابي وأبن المنذر عن علي بن أبي طالب قال الريح العقيم النكباء وأخرج أبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبن عباس في قوله ( والسماء بنيناها بأيد ) قال بقوة وأخرج أبو داود في ناسخه وأبن المنذر عنه في قوله ( فتول عنهم فما أنت بملوم ) قال أمره الله أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا صلى الله عليه وإله وسلم ثم قال ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) فنسخها وأخرج أبن جرير وأبن أبي حاتم عنه في قوله ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) قال ليقروا بالعبودية طوعا أو كرها واخرج أبن المنذر عنه في الآية قال على ما خلقتهم عليه من طاعتي ومعصيتي وشقوتي وسعادتي وأخرج أبن أبي جرير وأبن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عنه أيضا في قوله ( المتين ) يقول الشديد وأخرج أبن جرير وأبن أبي حاتم عنه أيضا في قوله ( ذنوبا ) قال دلوا
ع٥٢
تفسير
سورة الطور
هي تسع وأربعون آية وقيل ثمان وأربعون
حول السورة
وهي مكية قال القرطبي في قول الجميع وأخرج أبن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن أبن عباس قال نزلت الطور بمكة واخرج أبن مردويه عن أبن الزبير مثله واخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جبير بن مطعم قال سمعت رسول الله ( ﷺ ) يقرأ في المغرب بالطور وأخرج البخاري وغيره عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله ( ﷺ ) يصلي إلى جنب البيت بالطور وكتاب مسطور