"""""" صفحة رقم ٩٦ """"""
الصبر وعدمه وجملة ( إنما تجزون ماكنتم تعملون ) تعليل للاستواء فان الجزاء بالعمل اذا كان واقعا حتما كان الصبر وعدمه سواء
الطور :( ١٧ ) إن المتقين في.....
( إن المتقين في جنات ونعيم ) لما فرغ سبحانه من ذكر حال المجرمين ذكر حال المتقين وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفه ويجوز أن تكون من جملة ما يقال للكفار زيادة في غمهم وحسرتهم والتنوين ( في جنات ونعيم ) للتفخيم
الطور :( ١٨ ) فاكهين بما آتاهم.....
( فاكهين بما آتاهم ربهم ) يقال رجل فاكه اي ذو فاكهة كما قيل لابن وتامر والمعنى أنهم ذوو فاكهة من فواكه الجنة وقيل ذوو نعمة وتلذذ بما صاروا فيه مما اعطاهم الله عز وجل مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقد تقدم بيان معنى هذا قرأ الجمهور فاكهين بالألف والنصب على الحال وقرأ خالد فاكهون بالرفع على انه خبر بعد خبر وقرأ ابن عباس فكهين بغير ألف والفكه طيب النفس كما تقدم في الدخان ويقال للأشر والبطر ولا يناسب التفسير به هنا ( ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ) معطوف على آتاهم أو على خبر ان أو الجملة في محل نصب على الحال باضمار قد
الطور :( ١٩ ) كلوا واشربوا هنيئا.....
( كلوا واشربوا هنيئا ) أي يقال لهم ذلك والهنىء ما لا تنغيص فيه ولا نكد ولا كدر قال الزجاج أي ليهنئكم ما صرتم اليه هناء والمعنى كلوا طعاما هنيئا واشربوا شرابا هنيئا وقد تقدم تفسير هنيئا في سورة النساء وقيل معنى هنيئا أنكم لا تموتون
الطور :( ٢٠ ) متكئين على سرر.....
( متكئين على سرر مصفوفه ) انتصابه على الحال من فاعل كلوا أو من مفعول وقاهم أو من الضمير المستكن في الظرف أو من الضمير في فاكهين قرأ الجمهور ( على سرر ) بضم الراء الأولى وقرأ أبو السماك بفتحها والسرر جمع سرير والمصفوفة المتصل بعضها ببعض حتى تصير صفا ( وزوجناهم بحور عين ) أي قرناهم بها قال يونس بن حبيب تقول العرب زوجته امرأة وتزوجت بامرأة وليس من كلام العرب زوجته بامرأة قال وقول الله تعالى ( وزوجناهم بحور عين ) أي قرناهم بهن وقال الفراء زوجته بامرأة لغة أزد شنوءة وقد تقدم تفسير الحور العين في سورة الدخان قرأ الجمهور بحور عين من غير إضافة وقرأ عكرمة بإضافة الحور إلى العين
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس ( والطور ) قال جبل وأخرج ابن مردويه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ( ﷺ ) الطور جبل من جبال الجنة وكثير ضعيف جدا وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ( في رق منشور ) قال في الكتاب وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال قال رسول الله ( ﷺ ) البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة وفي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله ( ﷺ ) قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة ثم رفع إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل أن ابن الكواء سأل عليا عن البيت المعمور فقال ذلك الضراح بيت فوق سبع سموات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا إلى يوم القيامة وأخرج ابن جرير نحوه عن ابن عباس وأخرج ابن مردويه عن عبد الله ابن عمرو رفعه قال إن البيت المعمور لبحيال الكعبة لو سقط منه شيء لسقط عليها يصلى فيه كل يوم سبعون ألفا ثم لا يعودون إليه وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس نحوه وضعف إسناده السيوطي