٢- الأسماء المقترنة، التي لا يصح فيها إطلاق اسم منها دون الآخر، مثل اسمي (القابض، الباسط)، واسمي (المقدم، المؤخر) فهذه الأسماء تعد اسمين، لأن كل اسم منها يحمل معنى غير الآخر، لكنها تكون كالاسم الواحد في المعنى، فلايصح إفراد اسم عن الآخر في الذكر، لأن الاسمين إذا ذكرا معًا دل ذلك على عموم قدرته وتدبيره، وأنه لا رب غيره وإذا ذكر أحدهما لم يكن فيه هذا المدح، والله له الأسماء الحسنى، ليس له مثل السوء قط.
ثالثًا: أسماء الله الحسنى توقيفية:
أجمع سلفنا الصالح وأهل الحق ممن تابعهم على أن أسماء ﴿الله﴾ الحسنى توقيفية ومعنى ذلك أنه يجب علينا أن نقف عند حدود ما ورد منها شرعًا، دون أن تزيد عليها، أو ننقص منها، أو نغير من مبنى ألفاظها.
وهذا يعنى أنه لا يجوز الاجتهاد في أسماء ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - بان نؤلف أو نتخير نحن أسماء من عندنا نرى أنها تليق بجلال ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - فنسميه - سبحانه - بها فذلك ممتنع شرعًا عند أهل الحق ولأن الأسماء الحسنى توقيفية فقد امتنع أن نزيد عليها من الأسماء ما لم يرد به الشرع، حتى ولو كان مصدر الاسم موجودًا في القرآن المجيد.
فلا يجوز أن نسمى ﴿الله﴾ ا - سبحانه وتعالى - لصانع، ونجعل ذلك من الأسماء الحسنى ورغم أن مصدر الكلمة موجود في قوله تعالى: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ النمل /٨٨، وقد ورد في القرآن المجيد إسناد التعليم إلى ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - في آيات كثيرة منها قوله سبحانه: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾ البقرة / ٣١ ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ﴾ النساء / ١١٣ ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ الكهف / ٦٥. ومع ذلك فليس جائزًا شرعًا أن ندعو ربنا - - سبحانه وتعالى - - فنقول: يا معلم، فإن ذلك ممتنع شرعًا رغم وجود مادة التعليم مسندة إليه سبحانه.. وهذا يوضح ويؤكد ما ذكرناه من وجوب الالتزام فى أسماء ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - بما ورد منها شرعًا، وأنها توقيفية لا يحل الاجتهاد فيها، أو إعمال الرأي فى الخروج عليها زيادة أو نقصًا، أو تغييرًا فى مبانيها.