وبالتعليل عبّر المرادي ووضع ضابطها نقلًا عن ابن مالك بقوله: هي التي تصلح غالبًا في موضعها اللام، شاهده قوله تعالى (إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ) البقرة/٥٤، وقوله تعالى (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ) النساء/١٦٠، واحترز بقوله: غالبًا من قول العرب: غضبتُ لفلان؛ إذا غضبت من أجله وهو حي، وغضبت بفلان إذا غضبت من أجله وهو ميت.
وأكثر النحاة لم يذكروا باء التعليل استغناءً بباء السبب؛ لأن التعليل والسبب عندهم واحد، ولذلك مثلوا بهذه المُثل التي مثل بها ابن مالك للتعليل (١).
وقال ابن قتيبة: الباء تكون مكان اللام في قوله تعالى (مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ) الدخان/٣٩، وقدّر المعنى بـ للحق (٢)، وسمّاها السيوطي باء السببية (٣)، وذكر الزركشي لها معنى التعليل في قوله تعالى (إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ) البقرة/٥٤ وقال: هي بمنزلة اللام (٤).
وفي قوله تعالى (إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ) البقرة/٥٤ جعلها الألوسي للسببية (٥) وهو ما ذهب إليه أبو حيان في نفس الآية (٦).
وفي قوله تعالى (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ) النساء/١٦٠، جعلها الإسنوي للسببية (٧).
وفرّق الأشموني بين باء السبب وباء التعليل، وذكر قوله تعالى (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ) العنكبوت/٤٠ وجعل الباء فيه للسببية، وذكر قوله تعالى (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا
(٢) تأويل مشكل القرآن ص٥٧٨
(٣) معترك الأقران ١/٦٣٥
(٤) البرهان ٤/٢٥٦
(٥) روح المعاني ١/٣٥٧
(٦) البحر المحيط ٣/٣٦
(٧) الكوكب الدري ص٣١٥