وذكر الضابط أيضًا الزمخشري. وجعل منه قوله تعالى (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ) التوبة/٢٥، وقوله تعالى (وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ) التوبة/٢٥، وقدّر المعنى في الآية الأولى بجهالة في موضع الحال، بما رحبت؛ أي مع رحبها (١).
وجعلها أبو حيان للحال في الآية السابقة، وقدّر المعنى: ضاقت بكم الأرض مع كونها رحبًا لشدة الحال وصعوبتها، كأنهم لا يجدون مكانًا يستصلحونه للهرب والنجاة لفرط ما لحقهم من الرعب، وجعل منه قوله تعالى (وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللهِ) هود/٤١، فهي عنده في موضع الحال (٢).
وفي قوله تعالى (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) النصر/٣، جعلها أبو حيان للمصاحبة (٣) وكذلك جعلها الزجاج (٤).
وذهب ابن القيم أن الباء في قوله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) الإسراء/١، أنها تفيد المصاحبة، وذكر ما يفيد مصاحبته في مسراه (٥). وذكر العلوي في أحد وجهين: أن الباء للحال في كل الأحوال، لا يخرجن عنه ساعةً واحدة ولا يملن

(١) الكشاف ١/٢٥٦، ٢/١٤٦
(٢) البحر المحيط ٥/٢٢٤
(٣) البحر المحيط ١/١٤٣
(٤) إعراب القرآن ١/٢٦٩
(٥) بدائع الفوائد ٣/٢٠٢


الصفحة التالية
Icon