فهذا وجه تقديم اسم الله الذي هو الله على اسمه الذي هو الرحمن واسمه الذي هو الرحمن على اسمه الذي هو الرحيم (١).
فهو سبحانه وتعالى رحمن بأهل الدنيا مؤمنهم وكافرهم، ورحيم في الآخرة بأهل الإيمان فقط، فهو لما رحم الكافر في الدنيا وأنعم عليه برحمته - سبحانه وتعالى - وعاش يتمتع بها وينعم، حجبها عنه يوم القيامة، إذ كان من المفترض أن يقابل الإحسان بالإحسان، فلما كفر زجحد، اعرض عنه سبحانه فلا رحمة له يومئذ، بل عذاب أليم.
والرحمة معنى واسع، فقد جاءت على أوجه كثيرة في القرآن الكريم، ذكرها السيوطي على النحو التالي:
* الإسلام: قال تعالى: (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ) البقرة/١٠٥.
* والإيمان: قال تعالى: (وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ) هود/٢٨.
* والجنة: قال تعالى: (فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) آل عمران/١٠٧.
* والمطر: قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) الأعراف/٥٧
* والنعمة: قال تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) النور/٢١.
* والنبوة: قال تعالى: (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) ص/٩.
* والقرآن: قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ) يونس/٥٨.
* والرزق: قال تعالى: (خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي) الإسراء/١٠٠.
* والنصر والفتح: قال تعالى: (إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً) الأحزاب/١٧.

(١) جامع البيان (١/٨٨).


الصفحة التالية
Icon