المطلب الثاني في: القول الأول وأدلته
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى في: حقيقة القول الأول:
القول الأول: إنها آية من القرآن الكريم، مفردة كأنها سورة قصيرة، نزلت للفصل بين سور القرآن الكريم؛ ليست من الفاتحة ولا من غيرها، وهذا هو الصحيح عن الإمامين أبي حنيفة النعمان، وأحمد بن حنبل، وجمهور أصحابهما، ونسب للإمام الشافعي، وهو خلاف المشهور عنه.
قال السرخسي: الصحيح من المذهب عندنا: أنّ التسمية آية منْزلة من القرآن، لا من أول السورة، ولا من آخرها؛ ولهذا كتبت للفصل بين السور، في المصحف بخط على حدة (١).
وقال البخاري: قلنا: الصحيح من المذهب: إنها من القرآن الكريم؛ ولكنها ليست من كل سورة عندنا؛ بل هي آية منْزلة للفصل بين السور (٢).
وقال ابن قدامة: وروي عن أحمد: أنها ليست من الفاتحة، ولا آية من غيرها... واختلف عن أحمد فيها، فقيل عنه: هي آية مفردة، كانت تَنْزل بين سورتين، فصلاً بين السور (٣).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: مذهب أبي حنيفة وأحمد وغيرهما: أنها من القرآن حيث كتبت البسملة، وليست من السورة (٤).
وقال في موضع آخر بعد أن ذكر هذا القول: وهذا أعدل الأقوال الثلاثة في المسألة (٥).

(١) أصول السرخسي. ٢٨٠ / ١
(٢) كشف الأسرار. ٢٣ / ١
(٣) المغني. ١٥٢ - ١٥١ / ٢
(٤) مجموع الفتاوى. ٤١٨ / ١٣
(٥) المرجع السابق، نفس الجزء ص. ٣٩٩


الصفحة التالية
Icon