وقال: آية (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ لضَّآلِّيْن) آية فلم يراع التشابه في الفواصل، فدل هذا على أنها آية من الفاتحة، كذا قاله الزركشي (١).
قلتُ: وهو معارض بأثر ابن عباس م السابق الدال على أنها للفصل.
ثم إذا سلم له هذا الترجيح في طريقة العد، فلاينافي ذلك كونها آية؛ عملًا لا علمًا.
الدليل الخامس: ما روي عن أم سلمة ل أنّ رسول الله - ﷺ - قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم، وعدّها آية، والحمد لله رب العالمين آيتين (٢).
فالحديث يدل دلالة ظاهرة على أنها آية من كل سورة (٣).
وأُجيب عنه:
أولًا: بأنه من رأي أم سلمة لولاينكر الاختلاف في ذلك بل هو قديم (٤).
ثانيًا: أنه لاينافي القول بأنها آية للفصل بين السور.
الدليل السادس: ما روي عن ابن عباس م أنه قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب. فقيل: فأين السابعة؟ قال: بسم الله الرحمن الرحيم (٥).
فهو يدل دلالة واضحة على أنها آية من الفاتحة. وأُجيب بجوابين:
الأول: أنّ هذا الأثر، يوهم الجزئية في الفاتحة فقط.

(١) انظر: البرهان في علوم القرآن. ٧٥ / ١
(٢) الحديث أخرجه البيهقي باللفظ الذي معنا في كتاب الصلاة. ٤٤ / ٢
وأخرجه الحاكم في كتاب الصلاة ٢٣٢ / ١ باللفظ الذي معنا عن عمر بن هارون، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة لثم قال عمر بن هارون أصل في السنة، ولم يخرجاه، وإنَّمَا أخرجته شاهد. وقال الذهبي في التلخيص نفس الموضع السابق من المستدرك: أجمعوا على ضعفه، وقال النسائي: متروك وفي نصب الراية: ٣٥١ / ١ وهو مجروح، تكلم فيه غير واحد من الأئمة، قال أحمد بن حنبل: لا أروي عنه شيئا، وقال ابن معين: ليس بشيء، وكذبه ابن المبارك. وانظر أيضا: التلخيص الحبير ٢٣٢ / ١، والجوهر النقي. ٤٥ / ٢
(٣) انظر الدليل ووجه الدلالة منه في: الإتقان في علوم القرآن. ٧٨ / ١
(٤) انظر: المغني ٠ ١٥٣ / ٢
(٥) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٤٥ / ٢


الصفحة التالية
Icon