«لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ وَلاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ».
قلت: فلو كان ذكر أبي هريرة محفوظًا، لكان اختلافًا قادحًا في رواية الدراوردي. ولكن الشأن فيمن روي عن الدراوردي الرواية المرسلة.
ثم رأيت الحديث في " شرح معاني الآثار " (١ / ٢٧) للطحاوي. فرواه من طريق الدراوردي، عن ابن حرملة، عن أبي ثفال، عن رباح بن عبد الرحمن، عن ابن ثوبان، عن أبي هريرة مرفوعًا به فلا أدري، هل هذا من خطأ النسخة، أم هو اختلاف آخر على الدراوردي في سنده؟ !
ذلك أن شيخ الدراوردي في سند الطحاوي هو عبد الرحمن بن حرملة، بينما شيخه عند الطبراني هو (أبو ثفال المري). فالله اعلم بحقيقة الحال.
* اللون الرابع:
رواه حماد بن سلمة، عن صدقه مولي آل الزبير، عن أبي ثفال، عن أبي بكر بن حويطب مرسلًا عن النبي - ﷺ -.
أخرجه الدولابي في " الكني " (١ / ١٢٠) وذكره البيهقي (١ / ٤٤) عن الترمذي. قال: " وهو حديث مرسل ".
وصدقة مولى آل الزبير جهّله الدراقطني كما نقله ابن الجوزي في " الواهيات " (١ / ٣٣٨) عنه.
قلت: والراجح من هذا الاختلاف هو الوجه الأول، الذى رواه بشر بن المفضل ووهيب ومن معهما كما قال الدراقطني رحمه الله.
وإذا قد رجحنا الوجه الأول، فلننظر فيه: قال الترمذي: " قال أحمد بن حنبل: لا أعلم في هذا الباب حديثا له إسناد جيد ".