وَأَقْسَمُواْ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ) النحل/٣٨، وقوله تعالى (وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ) التوبة/٦٢ وذكر أن الفعل واجب الإتيان معها، وقد تجئ والفعل محذوفًا في قوله تعالى (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) لقمان/١٣وقدّرالمعنى بـ (يابني) لا تشرك، ثم ابتدأ فقال: بالله لا تشرك. وحذف لا تشرك للدلالة عليه، وقوله تعالى (مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ) المائدة/١١٦، فتقف على (لي) وتبتدئ (بحق) فتجعله قسمًا (١).
١٤- الزائد:
أشار سيبويه إلى زيادتها في خبر ليس، ورأى أنها دخلت على شئ لو لم تدخل عليه لم يخل بالمعنى، ولم يحتج إليها، ومثل لها بقوله: ليس زيد بجبان ولا بخيلًا (٢). وذكر أنها مزيدة في قوله تعالى (كَفَى بِاللهِ) (٣)، وجعلها بمنزلة (من) للتوكيد ومثل لذلك بقوله: كفى بالشيب، قال: لو ألقى الباء لاستقام الكلام (٤).
وذكر أن الخليل زعم أن (به) في قولك: مررت برجل حسبك به من رجل بمنزلة (هو) لكن الباء دخلت هنا للتوكيد، كما قال: كفى بالشيب والإسلام، وكفى بالشيب والإسلام (٥).
فيكون سيبويه قد ذكر زيادة الباء، في خبر ليس، وفاعل حسب وكفى. وذكر الفراء أن أهل الحجاز لا يكادون ينطقون إلا بالباء في خبر (ما) وكل ما في القرآن أتى بالباء، إلا قوله تعالى (مَا هَذَا بَشَراً) يوسف/٣١ وقوله تعالى (مَّا

(١) نفسه.
(٢) الكتاب ١/٦٦
(٣) نفسه ١/٤١
(٤) نفسه ٤/٢٢٥
(٥) نفسه٢/٢٦


الصفحة التالية
Icon