" وهذا أيضا ضعيف. وأبو بكر الداهري غير ثقة عند أهل العلم بالحديث ".
وقال الحافظ في " نتائج الأفكار " (١ / ٢٣٧) :
" تفرد به أبو بكر الداهري، واسمه عبد الله بن حكيم، وهو متروك الحديث ".
فالحاصل أن الحديث حسنٌ على أقل أحواله بمثل هذه الشواهد، وأقصد بها حديث أبى سعيد الخدري، وبعض الطرق من حديث أبي هريرة، وسعيد بن زيد وسهل بن سعد، وما عدا ذلك، فضعفه لا يحتمل، وإنما ذكرته أولًا لتعلقه بالباب، وثانيًا لأنبه عليه.
ومما يشهد للحديث ويزيده قوة ما:
أخرجه النسائي (١ - ٦٢)، وأحمد (٣ / ١٦٥)، وابن خزيمة (١ / ٧٤)، وابن السني في (اليوم والليلة) (٢٧)، والدراقطني (١ / ٧١) والبيهقي (١ / ٤٣) من طريق معمر، عن ثابت وقتادة، عن أنس قال:
نَظَرَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَضُوءاً فَلَمْ يَجِدُوا. قَالَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «هَا هُنَا مَاءٌ». قَالَ فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَضَعَ يَدَهُ فِى الإِنَاءِ الَّذِى فِيهِ الْمَاءُ ثُمَّ قَالَ «تَوَضَّئُوا بِسْمِ اللَّهِ». فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ يَعْنِى بَيْنَ أَصَابِعِهِ وَالْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ حَتَّى تَوَضَّئُوا عَنْ آخِرِهِمْ. قَالَ ثَابِتٌ فَقُلْتُ لأَنَسٍ كَمْ تُرَاهُمْ كَانُوا قَالَ نَحْواً مِنْ سَبْعِينَ.
قلت: وأصله في الصحيحين دون قوله: (توضئوا، بسم الله).
وقد بوَّب هؤلاء الأئمة جميعًا - عدا أحمد كما هو ظاهر - على هذا الحديث بقولهم: (باب التسمية على وضوء) وتختلف عبارتهم، والمعنى واحد.


الصفحة التالية
Icon