ونحو قولك (عِدة) و (زِنة)، فلو كان أصل الاسم (وَسَمَ) لكان تصغيره إذا حذفت منه ألف الوصل (وُسَيم) وفي الجمع (أوسَام) كما أن تصغير (عِدة وصِلَة) (عِدة ووُصيَلة)، ولا يقدر أحد أن يري في العربية ألف الوصل فيما حذفت فاؤه من الأسماء.
وكلام البصريين والكوفيين من جهة صلة اشتقاق الاسم بالمعنى متقارب. قال ابن يعيش بعد أن ذكر الخلاف بين البصريين والكوفيين في هذه المسألة: "وكلاهما حسن من جهة المعنى إلا أن اللفظ يشهد مع البصريين" (١).
وحذفت الألف من الخط في بسم الله لكثرة الاستعمال وقيل حذفت لتحرك السين في الأصل لأن أصل السين الحركة وسكونها لعلة دخلتها وقيل للزوم الباء هذا الاسم فإن كتبت بسم الرحمن أو بسم الخالق.
فإن قيل: لِمَ حذفوا ألف اسم هنا، وأثبتوه في (اقرأ باسم ربك) ؟
فالإجابة عند الرازي-: - حيث قال: والفرق من وجهين:-
الأول: أن كلمة بسم الله مذكورة في أكثر الأوقات عند أكثر الأفعال فلأجل التخفيف حذفوا الألف بخلاف سائر المواضع فإن ذكرها قليل.
الثاني: قال الخليل إنما حذفت الألف في قوله بسم الله لأنها إنما دخلت بسبب أن الابتداء بالسين الساكنة غير ممكن، فلمَّا دخلت الباء على الاسم نابت عن الألف فسقطت في الخط وإنما لم تسقط في قوله اقرأ باسم ربك لأن الباء لا تنوب عن الألف في هذا الموضع كما في بسم الله لأنه يمكن حذف الباء من اقرأ باسم ربك مع بقاء

(١) شرح المفصل ١/٢٣


الصفحة التالية
Icon