أما موافقته الكتاب والسنة فيدل عليه قوله تعالى (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) الأعراف/١٨٠، وقوله تعالى (قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) الإسراء/١١٠، وغيرها من الآيات، ولقول الرسول< «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ». [سيأتي تخريجه باستفاضة].
وقول النبي - ﷺ - «أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمُقَفِّى وَالْحَاشِرُ وَنَبِىُّ التَّوْبَةِ وَنَبِىُّ الرَّحْمَةِ» (١). فهذه النصوص تدل على أن الاسم للمسمّى ويدل عليه.
وهذا القول أيضًا موافق لمنهج أهل السنة والجماعة في عدم إطلاق الألفاظ التي لم يرد في الكتاب والسنة، التي هي محتملة لمعنيين صحيح وباطل، فإذا سئل أهل هذا القول عن الاسم أهو المسمّى أم غيره؟ أجابوا بجوابين:
الأول: أن هذه المسألة حادثة لم ترد في الكتاب والسنة، ولم ترد عن السلف الصالح.
والثاني: أن هذا السؤال فيه إجمال، فلا يجاب بإطلاق، إنما يفصل ذلك ويقال: "الاسم يراد به المسمّى تارة، ويراد به اللفظ الدال عليه أخرى فإذا قلت: قال الله كذا، أو سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك، فهذا المراد به المسمى نفسه، وإذا قلت: الله: اسم عربي، والرحمن: اسم عربي، والرحمن من أسماء الله تعالى ونحو ذلك.
فالاسم هنا للمسمّى ولا يقال غيره لما في لفظ الغير من الإجمال فإذا أريد أن اللفظ غير المعنى فحق، وإن أريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له،

(١) رواه مسلم (٦٢٥٤)


الصفحة التالية
Icon