الإذعان والتسليم وأطلقوا ألسنتهم بالقول الصحيح السليم (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) الحاقة/٤٠، وقبض الكافرون يد الإنصاف، وقيدوا ألسنتهم بالخلاف فخرجوا عن طريق الهدايات، وحصلوا في شرك الضلالات (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) البقرة/٢٥٧، فلما وقعوا في داهية دهياء، أجابوا بفطنة عمياء، فقالوا بلسان الكلال والحصر: (إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) المدثر/٢٤، أقعدتهم براعته، ودهمتهم فصاحته، فأجابوا بلسان الباطل والمخبون وقالوا: (أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ) الصافات/٣٦ أفحمتهم جزالة آياته ورمتهم سهام مغيباته، فتاهوا في ظلمة معاندٍ أو راعنٍ، وقالوا: هو كاهن، فيا عجبًا كيف كلَّت سيوف فصاحتها، وعثرت فرسان بلاغتها، حتى نطقوا بكلام غير معقول، ولا يرشدها ولا يهديها عقول وأي عقول ولكن كادها باريها.
فالحمد لله على نعمة الهداية، وله الشكر على السلامة من الضلالة والغواية.
وبعد فهذه تأملات، في معاني البسملة، لغويًا، وفقهيًا، وحديثيًا، وأدبيًا، قد منّ الله - سبحانه وتعالى - بها عليّ منذ سنوات، فأحببت أن ينتفع بها غيري، وأن تكون لي ذُخرًا يوم الحساب، وأن أنال بها ثوابها بعد انقطاع الأجل، وقد سمّيتها (رفع الأستار المسبلة عن مباحث البسملة) والتي أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجعلها خالصة لوجه الكريم هو ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
وكتب
محمد حامد محمد