للمخلوق خلق وقولهم درهم ضرب الأمير أي مضروب الأمير ونظائره كثيرة. وابن عطية سلك مسلك هؤلاء وقال: الاسم الذي هو (ألف وسين وميم) يأتي في مواضع من الكلام الفصيح يراد به المسمّى ويأتي في مواضع يراد به التسمية نحو قوله - ﷺ -: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ». وغير ذلك ومتى أريد به المسمّى فإنما هو صلة كالزائد كأنه قال في هذه الآية: سبح ربك الأعلى أي نزهه. قال: وإذا كان الاسم واحد الأسماء كزيد وعمرو فيجيء في الكلام على ما قلت لك. تقول: زيد قائم تريد المسمّى وتقول: زيد ثلاثة أحرف تريد التسمية نفسها على معنى نزّه اسم ربك عن أن يسمى به صنم أو وثن فيقا ل له (إله أو رب). قلت: هذا الذي ذكروه لا يعرف له شاهد لا من كلام فصيح ولا غير ذلك ولا يعرف أن لفظ اسم (ألف سين ميم) يراد به المسمّى بل المراد به الاسم الذي يقولون هو التسمية. وأما قوله: تقول زيد قائم زيد المسمّى. فزيد ليس هو (ألف سين ميم) بل زيد مسمّى هذا اللفظ فزيد يراد به المسمّى ويراد به اللفظ. وكذلك اسم (ألف سين ميم) يراد به هذا اللفظ؛ ويراد به معناه وهو لفظ زيد وعمرو وبكر؛ فتلك هي الأسماء التي تراد بلفظ اسم؛ لا يراد بلفظ اسم نفس الأشخاص؛ فهذا ما أعرف له شاهدًا صحيحًا فضلًا عن أن يكون هو الأصل كما ادّعاه هؤلاء. قال تعالى (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ) الأعراف/١٨٠، فأسماؤه الحسنى مثل: الرحمن الرحيم والغفور الرحيم فهذه الأقوال هي أسماؤه الحسنى وهي إذا ذكرت في الدعاء والخبر يراد بها المسمّى. إذا قال (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) الشعراء/٢١٧، فالمراد المسمّى ليس المراد أنه يتوكل على الأسماء التي هي أقوال؛ كما في سائر الكلام: كلام الخالق وكلام المخلوقين. وما ذكروه من أن القائل إذا قال: ما اسم معبودكم؟ قلنا: الله. فنجيب في الاسم بما نجيب به في المعبود؛ فدل على أن اسم المعبود هو المعبود: حجة باطلة وهي عليهم لا لهم. فإن القائل إذا قال: ما اسم معبودكم؟ فقلنا: الله. فالمراد أن اسمه هو هذا القول ليس المراد أن اسمه هو ذاته وعينه الذي خلق السموات والأرض فإنه إنما سأل عن اسمه لم يسأل عن نفسه؛ فكان الجواب بذكر اسمه. وإذا قال: ما معبودكم؟ فقلنا الله: فالمراد هناك المسمّى؛ ليس المراد أن المعبود هو