المبحث الثاني
الخصائص اللفظية واللغوية للفظ الجلالة - سبحانه وتعالى - -
للفظ الجلالة ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - خصائص في اللفظ تخرج على القواعد المتعارف عليها بالنسبة إلي الكلمات والألفاظ في العربية، وكذلك له - سبحانه وتعالى - خصائص في المعنى والخصائص والميزات والأسرار والإشارات التى تتصل بالاسم الأقدس ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - لا يحيط بها إلا هو - - سبحانه وتعالى - ونحن لا نستطيع أن نحيط بشئ من ذلك إلا بما أذن ﴿الله﴾ لنا أن نعرفه من أسرار اسمه الشريف وخصائصه ومن ثم فسوف نشير إلى بعض تلك الخصائص من جانب اللفظ والرسم أولًا، ثم نتلمس ما هو من جانب المعنى.
أولا: من خصائص الرسم والكتابة:
اتفق علماء اللغة على أن يكتبوا لفظ الجلالة ﴿الله﴾ - سبحانه وتعالى - بلامين مخالفين بذلك القاعدة في رسم الكلمات المماثلة في التلفظ مثل: الذى، والتى، مع التماثل في اللفظ، ولزوم التعريف، وكثرة الاستعمال وذلك لأمور منها:
١- عدم الالتباس بين ﴿الله﴾ و (إله) فإن لفظ الجلالة ﴿الله﴾ لو كتب بلام واحدة لالتبس بلفظة (إله) والتفرقة بينهما واجبة للفرق الكبير بينهما من حيث المعنى.
٢- التفخيم والتعظيم، فإن تفخيم لفظ الجلالة واجب في النطق والتلفظ، فكذلك لزم أن يكون في الرسم والكتابة، ووضع لامين أقرب إلى التفخيم من لام واحدة.
٣- التفرد والتوحد، لأن رسم لفظ الجلالة على القواعد التى تجري على غيره من الألفاظ يدرجه ضمنها ويجعله مثلها، ولكن الخروج عن هذه القواعد بما لا يهدمها أو يفسدها، يعطي نوعًا من تفرده وتوحده، وتميزه، وهذا مطلب أصيل بجانب لفظ الجلالة - سبحانه وتعالى -.


الصفحة التالية
Icon