خصّ هؤلاء الثلاثة بالذكر لأن المسكين عاجز عن اكتساب قوته بنفسه واليتيم مات أبواه وهما اللذان يكتسبان وبقي عاجزا عن الكسب لصغره والأسير لا يملك لنفسه ضرّا ولا نفعا ولا نصرا ولا حيلة، قال عطاء:
نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وذلك أنه أجّر نفسه ليلة ليسقي نخلا بشيء من شعير حتى أصبح وقبض الشعير وطحنوا ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه فلما تمّ نضجه أتى مسكين فأخرجوا له الطعام ثم صنع الثلث الباقي فلما تمّ نضجه أتى يتيم فأطعموه ثم الثالث فلما تمّ نضجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزل الله فيهم هذه الآيات.
٣- في قوله «إنّا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا» مجاز إسنادي وقد تقدمت له نظائر كثيرة في هذا الكتاب، لأن وصف اليوم بالعبوس مجاز كما يقال نهاره صائم وليله قائم والمراد أهلهما.
الفوائد:
١- «كان» في القرآن على خمسة أوجه:
١- بمعنى الأول والأبد نحو «وكان الله عليما حكيما».
٢- بمعنى المضي المنقطع نحو «وكان في المدينة تسعة رهط».
٣- بمعنى الحال نحو «كنتم خير أمة».
٤- بمعنى الاستقبال نحو «ويخافون يوما كان شره مستطيرا».
٥- بمعنى صار نحو «وكان من الكافرين».
٢- ولإما خمسة معان:
١- الشك نحو: جاءني إما زيد وإما عمرو إذا لم تعلم الجائي منهما.