البلاغة:
١- في قوله «فصبّ عليهم ربك سوط عذاب» استعارة مكنية، فقد استعمل الصب وهو خاص بالماء لاقتضائه السرعة في النزول على المضروب قال:

فصبّ عليهم محصرات كأنها شآبيب ليست من سحاب ولا قطر
وقال آخر في وصف الخيل:
صببنا عليهم ظالمين سياطنا فطارت بها أيد سراع وأرجل
واستعار السوط للعذاب لأنه يقتضي من التكرار والترداد ما لا يقتضيه السيف ولا غيره، وعبارة الزمخشري جميلة في بابها قال: «يقال صبّ عليه السوط وغشاه وقنعه، وذكر السوط إشارة إلى أن ما أحلّه بهم في الدنيا من العذاب العظيم بالقياس إلى ما أعدّ لهم في الآخرة كالسوط إذا قيس إلى سائر ما يعذب به» والسوط كما في القاموس هو الخلط أو أن تخلط شيئين في إنائك ثم تضربهما بيدك حتى يختلطا كالتسويط والمقرعة لأنها تخلط اللحم بالدم والجمع سياط وأسواط وقال الفراء: «هي كلمة تقولها العرب لكل نوع من أنواع العذاب وأصل ذلك أن السوط هو عذابهم الذي يعذبون به فجرى لكل عذاب إذا كان في غاية العذاب».
٢- وفي قوله «إن ربك لبالمرصاد» استعارة تمثيلية، شبّه كونه


الصفحة التالية
Icon