مندوب إليه لحفز الهمم ودفع النفوس إلى التأسّي والاقتداء، وما أجمل ما يروى عنه صلّى الله عليه وسلم قال: «إن الله جميل يحب الجمال» ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده، وروي أن شخصا كان جالسا عند النبي صلّى الله عليه وسلم فرآه رثّ الثياب فقال له صلّى الله عليه وسلم: ألك مال؟ قال: نعم فقال له صلّى الله عليه وسلم: «إذا آتاك الله مالا فلير أثره عليك» وفي الحديث أيضا «إن رجلا سأله صلّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أعمل البرّ وأخفيه عن المخلوقين ثم يطلع عليه فهل لي في ذلك من أجر؟ فقال: لك في ذلك أجران أجر السر وأجر العلانية».
البلاغة:
١- في قوله: «والليل إذا سجى» مجاز عقلي حيث أسند السكون إلى الليل، وقد تقدم في المجاز العقلي أنه إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي، ومن روائعه قول أبي الطيب في مديح كافور:

أبا المسك أرجو منك نصرا على العدا وآمل عزا يخضب البيض بالدم
ويوما يغيظ الحاسدين وحالة أقيم الشقا فيها مقام التنعم
فإسناد خضب السيوف بالدم إلى ضمير العز غير حقيقي لأن العز لا يخضب السيوف ولكنه سبب القوة وجمع الأبطال الذين يخضبون السيوف بالدم ففي العبارة مجاز عقلي علاقته السببية وفي الآية إسناد السجو إلى ضمير الليل غير حقيقي وإنما المراد أصحابه فهم الذين يسكنون.
٢- وفي قوله «وجدك ضالا فهدى» استعارة تصريحية شبّه الشريعة بالهدى وعدم وجودها بالضلال وحذف المشبه وأبقى المشبه به


الصفحة التالية
Icon