نحن وبالناصية متعلقان بنسفعا وناصية بدل من الناصية وجاز إبدالها من المعرفة وهي نكرة لأنها وصفت والبصريون لا يشترطون في البدل المطابقة وقرىء بالرفع على تقدير هي وبالنصب على الذم وكاذبة وخاطئة نعتان، وسيأتي معنى وصفها بالكذب والخطأ في باب البلاغة (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) الفاء الفصيحة أي إن استمر في غلوائه وإن أصرّ على المعاندة والمكابرة فليدع، واللام لام الأمر ويدع فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة الجزم حذف الواو والفاعل مستتر تقديره هو، وسيأتي معنى دعوة النادي في باب البلاغة، والسين حرف استقبال وندعو فعل مضارع مرفوع، وقد أسقطت الواو من المصحف في كل واو ساكنة استقبلتها اللام الساكنة، والزبانية مفعول به وكلا تأكيد للردع والزجر لأبي جهل ولا ناهية وتطعه فعل مضارع مجزوم بلا والفاعل مستتر تقديره أنت والهاء مفعول به واسجد فعل أمر واقترب عطف على واسجد.
البلاغة:
١- في قوله: «ناصية كاذبة خاطئة» مجاز عقلي فقد وصف الناصية بالكذب والخطأ والحقيقة صاحبها وذلك أبلغ من أن يضاف فيقال ناصية كاذب خاطى لأنها هي المحدّث عنها.
٢- وفي قوله «فليدع ناديه» مجاز مرسل والمراد أهل النادي، فالنادي لا يدعى وإنما يدعى أهله فأطلق المحل وأريد الحال فالمجاز مرسل علاقته المحلية والنادي هو المجلس الذي ينتدي فيه القوم ولا يسمى المكان ناديا حتى يكون فيه أهله، وفي المصباح: «ندا القوم ندوا من باب غزا اجتمعوا ومنه اشتق النادي وهو مجلس القوم للتحدّث» وفي