كان المنادى مفردا علما موصوفا بابن ولا فاصل بينهما والابن مضاف إلى علم جاز في المنادى وجهان ضمّه للبناء ونصبه نحويا عمرو بن هند ويا عمرو بن هند والفتح أولى أما ضمّه فعلى القاعدة لأنه مفرد علم وأما نصبه فعلى اعتبار كلمة ابن زائدة فيكون عمرو مضافا وهند مضافا إليه وابن الشخص يضاف إليه لمكان المناسبة بينهما والوصف بابنة كالوصف بابن نحو يا هند بنة خالد ويا هند بنة خالد أما الوصف بالبنت فلا يغيّر بناء المفرد العلم فلا يجوز معها إلا البناء على الضم نحو يا هند بنت خالد وعلى كل حال، فبيت العجير ليس من هذا الباب ولا يجدي معه القول أنه موصوف بقوله أكرم البرية على تقدير زيادة يا لأن الوصف ليس كلمة ابن وابنة وهبه نوّنه للضرورة فهلّا أبقاه مضموما كقول الأحوص:
سلام الله يا مطر عليها | وليس عليك يا مطر السلام |
وقد اهتم النحاة بهذا البيت فأطلقوا على التنوين فيه تنوين الضرورة وليس بذاك، وارجع إن شئت إلى كتبهم. (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) جزاؤهم مبتدأ وعند ربهم ظرف متعلق بمحذوف حال من الضمير في جزاؤهم وجنات عدن خبر وجملة تجري من تحتها الأنهار نعت لجنات وخالدين حال من عامل محذوف تقديره دخولها، ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في جزاؤهم لئلا يلزم الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي وفيها متعلقان بخالدين وأبدا ظرف زمان لاستغراق المعنى منصوب بخالدين أيضا وجملة رضي الله عنهم ورضوا عنه يجوز أن تكون دعائية لا محل لها ويجوز أن تكون خبرا ثانيا وذلك مبتدأ ولمن خبره وجملة خشي ربه صلة لا محل لها أيضا.