اللغة:
(القنطار) تقدم القول فيه، والمراد به هنا المال العظيم، من قنطرت الشيء إذا رفعته، ومنه القنطرة: لأنها بناء مشيد، قال:
كقنطرة الرومي أقسم ربّها... لتكتنفن حتى تشاد بقرمد
(البهتان) أن تستقبل الرجل بأمر قبيح تقذفه به وهو بريء منه، لأنه يبهت عند ذلك، أي: يتحير. ومن الأبيات التي استعمل فيها لفظ بهت، وعبرت تعبيرا نفسيا قوله:
وما هي إلا أن أراها فجاءة... فأبهت حتى ما أكاد أجيب
وجميع الأفعال التي فاؤها باء وعينها هاء تتعلق بشعور نفساني، وقد أحصينا الكثير منها فلم يشذ واحد منها على هذا التحديد العجيب، فمن ذلك بهج به وابتهج أي سره ذلك، وهو أمر يتعلق بصميم النفس قال النابغة:
كمضيئة صدفيّة غوّاصها... بهج متى يرها يهلّ ويسجد
وبهره غلبه، وبهرا دعاء عليه بالغلبة. قال عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا: تحبها؟ قلت: بهرا... عدد الرّمل والحصى والتراب
وبهرج في كلامه أي خالطه بما يسوء النفس. والكلام في هذا يطول.